في الموت


حسن قنطار | سوريا

أزليةٌ مودعة،
على خلاف الثكالى اللواتي يقطعنَ أزرار اللقاء
وأبديةٌ تفترش ذراعيها،
وتستنفر كلَّ الأعضاء
على وفاقٍ ما مع اللواتي يقلمنَ
 أزرار الرغبة والاحتضان.
***

لا شيءَ متوقّعٌ في مخيلتك المركونة هنا
فليس ثمّةَ ما يؤلمك فقدُه،
وأو يركلك حقدُه،
أو يطحنك غلُّه
ولا شيءَ متحَسسٌ كما هو الآن
فليس ثمّة ما يلهيك حبُّه،
أو يضنيك عشقُه،
 أو تسعدك ذراعُه.
هكذا روتْ لي صحف الأولين،
 وغمزت إلي إشارات العارفين.
***

نعم
هناك ما يدغدغُ نزقي المتراميَ
 على أطلالٍ يلاعبها الضياع
وتعبث بآرامها أصابع الطغاة
صحيحٌ أننا نتوسّدُ أنواعاً عديدةً من الانتظار
وصحيحٌ أنّ سكينةً تلفّنا بأكفان الغياب
لكنّ بارقةً تطالعنا هناك
تبتسم عن بشارة عدالةٍ
في جادّتها إلينا
***

لا أرى في الموت سوى
أيادٍ تلقي دلاءها
وأنا المأسور في جبّ الحياة
أو أنه بساطٌ يقلّني بأعبائي
 إلى عوالمَ
أكثرَ رحابةً، وأوجلَّ قدْراً.

في الموت:
أهازيجُ تُصمّك عن عواء الذئاب
وغيبٌ لن يكون أسوءَ من حاضرنا المليء بالرزايا
هناك لن يكون الحاضرُ أحلى
على الأقلّ مع شائكات الحياة
أيها (الهادي آدم)
رحم الله ثراك.

 

تعليق عبر الفيس بوك