الاختناقات المرورية.. والتفكير خارج الصندوق


خالد الخنبشي | مسقط

قبل أن نتحدث عن المسؤول عن الاختناقات المرورية، سيكون من الأولى والأهم والأساس أن نسأل أولاً عن ماذا قدمنا لحلّ هذه المشكلة؟ فليحاسب المرء نفسه قبل أن يبحث عن المسؤول عن ذلك: ماذا فعلت أنا وأنت للحد من هذا الاختناق المروري؟ هل ركبت وسائل النقل الجماعية؟ هل اصطحبت معي عائلتي أو أصحابي وأنا في طريقي إلى عملي؟ هل بادرت في ثقافة السير في جماعات؟ هل شجعت أو علَّمتُ أبنائي وأهلي بذلك؟
مسقط لن تتحول إلى ساحة شوارع أو مواقف للسيارات فقط بسبب سلوك أناني يتجسد في ثقافة سيارة لكل موظف! فعملية صنع الطرق تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، وتحتاج إلى دراسات استشارية، ومعدات ثقيلة تمهد الطريق تقص الجبال، وتبني الجسور، وتشق القنوات، وتضحي بمساحات شاسعة هي أولى أن تستغل للمشي والتشجير والمتنزهات.
كثير من المؤسسات تضم موظفين يتجاوز عددهم العشرين أو الخمسين، ومع ذلك تجدهم كل صباح يستقلون عشرين و خمسين سيارة في طريق الذهاب إلى أعمالهم، ولو أن نصف عدد هؤلاء ذهبوا إلى مقر عملهم برفقة زملائهم لتراجعت أعداد طوابير السيارات في الشوارع المتراصة والمتتالية في الشوارع العامة إلى النصف وأكثر! ولو أقلّت كل سيارة أربعة أشخاص لأصبح لدينا خمس سيارات تسير في الخط السريع بدلاً من عشرين، وهو معدل هائل يقلل نسبة الازدحام المروري بنسبة 75 بالمئة!
ختاماً، التغيير يبدأُ من النفس، فالجهات المعنية لا يمكن أن تحوٍّل مسقط إلى منطقة شوارع وطرق. مسقط وغير مسقط أمانة في رقابنا، أولى بأن تصبح مدنٌ خضراء صالحة للسكن والعمل وتشجع على المشي والرياضة في كل زمانٍ ومكان.

 

تعليق عبر الفيس بوك