الوسطية في استخدام الأجهزة الرقمية

 

 

عمرو عبد العظيم

 

دائمًا ما نوضح أهمية استخدام الأجهزة الرقمية في الأغراض التعليمية لما لها من فوائد أُثبتت فاعليتها من خلال العديد من الدراسات القديمة والحديثة والتجارب العملية في العديد من المؤسسات التعليمية، ووجود الفرع التربوي الأصيل المتمثل في أقسام تكنولوجيا التعليم بكليات التربية على مستوى الجامعات في أغلب دول العالم.

 

ولكن اليوم سوف نلقي الضوء على الاستخدام المفرط لتلك الأجهزة الرقمية من قبل الفئات العمرية الصغيرة والمتوسطة ومن الشباب أيضًا، ومن هنا ندعو إلى ما يُسمى بالاستخدام المسؤول الذي يضمن الخصوصية في الاستخدام وتحديد الهدف من توظيف تلك الأجهزة وخاصة مع الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة.

 حيث تغطي سياسات الاستخدام المسؤول في الولايات المتحدة على سبيل المثال مواضيع مثل التوقعات المتعلقة بكيفية تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض في المجالات الرقمية، وما هي الموارد التي قد يحصل عليها الطلاب أو التي لا يمكنهم الوصول إليها إلا بالأجهزة المتوفرة أو عبر شبكة مدرسية داخلية، فضلًا عن معايير النزاهة الأكاديمية عند استخدام التكنولوجيا للتعلم، ويمكن لهذه السياسات أيضًا أن تحدد النظم الخاصة باستخدام البيانات والمعلومات الطلابية، وعادة ما يقر الوالدان بأنّ طفلهما يوافق على المبادئ التوجيهية للاستخدام والمسؤولية الرقمية، ويوقع الطالب على عقد يتفق فيه على اتباع القواعد المنظمة لاستخدام الإنترنت والسلوك المباشر على الإنترنت.

وينبغي علينا وضع هذا النوع من سياسات الاستخدام المسؤول وأن تكون مكتوبه بلغة سهلة يسهل على الطلاب والآباء والمعلمين الوصول إليها، حيث ينبغي وضع سياسات وإجراءات لإدارة الأجهزة، وتدريس الاستخدام المسؤول بالمدرسة، وحماية خصوصية الطلاب، وفهمها من قبل جميع أفراد المجتمع قبل توفير الوصول إلى الإنترنت أو الأجهزة، فالمدارس التي تخطط للمستقبل تقوم  ببناء البنية التحتية التكنولوجية للتعلم، وتقدم توجيهات واسعة حول كيفية إعداد الطلاب لاستخدام الإنترنت، المقدم في المدرسة أو الأجهزة الشخصية التي تستخدم في المدرسة، أو الأجهزة التي توفرها المدرسة أو أولياء الأمور في المنزل بشكل مناسب.

بالإضافة إلى الوصول إلى الإنترنت واستخدام الأجهزة، مع تزايد شعبية وسائل التواصل الاجتماعي في التعلم، وينبغي لنا أيضا النظر في السياسات والمبادئ التوجيهية لاستخدام تلك المنصّات بشكل آمن وفعّال في المدارس، وعلاوة على ذلك، وبما أنّ الطلاب يصبحون أكثر عرضة للعديد من البيئات الإلكترونية والأدوات الرقمية، يجب أن تتخذ خطوات لزيادة الوعي وتوعية الطلاب والأسر بشأن تنوع الأخطار التي تهدد الإنترنت، واتخاذ خطوات لتعليم الطلاب السلوك المسؤول والمعاملة اللائقة مع للآخرين كجزء من التدريب على السلامة الإلكترونية التي تعالج أيضًا التنمّر الإلكتروني وهو وسيلة يستعملها بعض المراهقين للإساءة إلى بعضهم.

 

خلاصة القول، يجب علينا تنظيم فترات استخدام الطلاب والأطفال في المنزل لتلك الأجهزة الرقمية وألا تزيد مدة الاستخدام في المتوسط عن ساعة واحدة فقط في الغالب وحسب الفئة العمرية والهدف من الاستخدام مع الوضع في الاعتبار عدم تأثر صحة الطفل أوإرهاق عينه في النظر لشاشات تلك الأجهزة، وتوفر الوقت الكافي لهم للاستماع بالألعاب المادية لتنمية حواسه واتزانه واكتساب أنماط أخرى من التفكير، والاختلاط بالطبيعة دون الجلوس لساعات طويلة خلف أجهز التابلت والهواتف وغيرها، فالوسطية في الاستخدام هي خير علاج حتى نستفيد من الأجهزة الرقمية ونتفادى أضرارها.

 

 

الأكثر قراءة