طهران تستبعد الانسحاب من "أوبك" وتلمّح إلى ممارسات عدائية من بلدين بالمنطقة

العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران تفضح عدم جدية عروض ترامب للتفاوض

جنيف - الوكالات

 

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أمس إن فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية على إيران يظهر أن العرض الذي قدمته واشنطن لإجراء محادثات غير حقيقي. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في الشهر الجاري إنه يرغب في إجراء محادثات مع إيران.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكبر شركة إيرانية قابضة للبتروكيماويات لدعمها غير المباشر للحرس الثوري الإيراني في خطوة قالت إنها تهدف لتجفيف إيرادات الحرس لكن محللين وصفوها بأنها رمزية إلى حد كبير.

وقال موسوي في بيان "كان من الضروري الانتظار لأسبوع واحد فحسب حتى يتبين أن زعم الرئيس الأمريكي بشأن المحادثات مع إيران مجرد كلام أجوف. سياسة الحد الأقصى من الضغط الأمريكية هي سياسة مهزومة".

وتصاعدت التوترات بين إيران والولايات المتحدة في الأسابيع القليلة الماضية بعدما أرسلت واشنطن المزيد من القوات إلى الشرق الأوسط ومنها حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت في استعراض للقوة ضد ما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.

وقال التلفزيون الإيراني الرسمي إن إيران رفضت دعوات فرنسا لإجراء محادثات دولية أوسع نطاقا بشأن برنامجها النووي وطموحاتها العسكرية وأعلنت أنها لن تناقش سوى الاتفاق المبرم في عام 2015 مع القوى العالمية.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال إن باريس وواشنطن تريدان منع طهران من حيازة أسلحة نووية وإن المحادثات الجديدة ينبغي أن تركز على كبح برنامجها للصواريخ الباليستية وقضايا أخرى.  لكن وزارة الخارجية الإيرانية قالت إنها لن تجري أي مناقشات بخلاف اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العام الماضي في إطار سعيه لتشديد القيود على طهران. وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن "الحديث عن قضايا خارج نطاق الاتفاق سيؤدي في ضوء هذه الظروف إلى مزيد من انعدام الثقة بين بقية الأطراف الموقعة عليه". وقال التلفزيون نقلا عن بيان موسوي ”فشل الأوروبيون حتى الآن في الوفاء بالتزاماتهم بموجب الاتفاق وحماية مصالح إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة غير القانوني".

وكتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف على موقع تويتر "قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 يقول ندعو إيران ولا يقول يحظر على إيران ألا تمارس أي أنشطة تتصل بالصواريخ الباليستية المصممة لتكون قادرة على حمل أسلحة نووية. وصواريخنا غير مصممة لحمل أسلحة نووية لأننا لا ننتجها". وأعلنت فرنسا وبقية الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق أنها تريد الإبقاء عليه لكن العديد من الشركات في تلك الدول ألغت اتفاقاتها مع طهران تحت ضغوط مالية من الولايات المتحدة.  وقال ترامب إن إيران تنهار كدولة تحت ضغط العقوبات التي فرضها عليها وكرر دعوته لإجراء محادثات مع قيادتها.  وانتقد موسوي تصريحات ترامب ووصفها بأنها "متكررة وبلا أساس ومتناقضة" وقال إنها لا تستحق عناء الرد.

ورفض الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي دعوة واشنطن للتفاوض.  لكن الرئيس حسن روحاني ألمح إلى رغبة إيران في إجراء محادثات إذا أبدت الولايات المتحدة احترامها وعادت إلى الاتفاق النووي.

وكرر قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني موقف بلاده الرسمي قائلا إن طهران "لا تسعى للحرب" مع الولايات المتحدة لكنه حذر من أنها سترد على أي عدوان "بحزم".

وفي سياق آخر، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه لوكالة أنباء مجلس الشورى الإسلامي الإيرانية إن إيران لا تعتزم الانسحاب من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وتأسف لأن "بعض أعضاء أوبك حولوا المنظمة إلى محفل سياسي لمواجهة اثنين من الأعضاء المؤسسين هما إيران وفنزويلا. وهناك بلدان في المنطقة يبديان عداء نحونا في هذه المنظمة. نحن لسنا عدوا لهما لكنهما يبديان عداء لنا، ويستخدمان النفط كسلاح ضدنا في السوق العالمية والعالم".

تعليق عبر الفيس بوك