ترجمة– رنا عبد الحكيم
حذر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمركية "البنتاجون" حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من أن موسكو ليست شريكا موثوقا به.
وفي الوقت الذي تصعّد فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على إيران، تحذر البنتاجون موسكو وطهران من التعاون في الشرق الأوسط، وهي علاقة قال مسؤول كبير في البنتاجون إنها قد تفاقم زعزعة استقرار المنطقة. وخلال إحدى المناسبات في واشنطن في 30 مايو، حذرت كاثرين ويل بارجر مساعدة وزير الدفاع بالوكالة للشؤون الأمنية الدولية، من روسيا وتأثير إيران المتنامي على الشرق الأوسط، قائلة إن كليهما يحملان "طموحات رجعية" من شأنها التأثير سلبا على شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وقالت بارجر "ندرك جيد أن هناك تاريخ من عدم الثقة بين موسكو وطهران، ومع ذلك يجب أن تكون الولايات المتحدة والمنطقة حريصين عندما تتعاون هاتان القوتان معا"، مضيفة: "نراقب هذه العلاقة عن كثب".
ووجهت بارجر انتقادات لاذعة لروسيا، استمرارا لنهج الإدارة الأمريكية في التلاسن مع موسكو، حتى مع تردد ترامب في كثير من الأحيان في انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا. وقالت بارجر إن روسيا شريك غير موثوق به على الإطلاق وغير أمين، وأن علاقة موسكو بطهران، خير مثال على هذا النفاق.
وواصلت بارجر حديثها قائلة: "محاولات روسيا أن تكون مقبولة لدى جميع اللاعبين الإقليمين– بصرف النظر عن العدوات الإقليمية والمصالح الوطنية المتضاربة- هي استراتيجية من المرجح أن تتسبب في انعدام الثقة واتساع الفجوة". وتابعت القول: "من خلال السعي لاستيعاب جميع الأطراف في النزاعات الإقليمية، تظهر روسيا أنه لا يمكن الوثوق بها عند الحاجة إلى اتخاذ خيارات حقيقية أو معرفة من هم الأصدقاء".
وتأتي تعليقات ويل بارجر - والتي يبدو أنها مصممة على إثارة القلاقل بين إيران وروسيا- في الوقت الذي تهدف فيه إدارة ترامب إلى الضغط على إيران عسكريا واقتصاديا. وبعد عام من انسحابها من الاتفاق النووي، فرضت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة عقوبات على إيران، وأدرجت الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، كما نشرت قوات إضافية ومعدات عسكرية في الخليج ردا على تهديد غير محدد. وأدعى مستشار الأمن القومي جون بولتون- دون دليل- أن إيران كانت وراء الهجوم على أربع سفن تجارية قبالة السواحل الإماراتية. لكن طهران نفت مرارا وتكرارا أي تورط في الحادث.
وتبدو روسيا مدركة للمخاوف الأمريكية بشأن علاقتها بإيران. وبحسب ما ورد، فقد رفضت موسكو طلب طهران شراء نظم الدفاع الصاروخي "S-400" بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط.
وحذر مارك كاتز الأستاذ بجامعة جورج ماسون من أن الشركاء الإقليميين للولايات المتحدة الذين يأملون في أن تحد موسكو من تصرفات طهران في الشرق الأوسط، ستخيب آمالهم على الأرجح. وأكد أن الدولتين تعملان بالفعل لصالح المنطقة. وقال كاتز: "نحتاج إلى إقناع كل حلفائنا في الشرق الأوسط وأيضا في مواقع أخرى بالعالم أن روسيا وإيران معا يمثلان مشكلة بالنسبة لنا".وأضاف: "على المعنيين بإيران في الشرق الأوسط أن يفهموا أن العمل مع روسيا لن يساعدهم بالضرورة مع إيران".
وأشارت ويل بارجر إلى أن الجيش الروسي يواجه قيودا كبيرة، مشيرة إلى أنه حتى بالنسبة لتلك الدول التي وعد بالدفاع عنها، فإن موسكو تتجنب "مواجهة عسكرية حقيقية"، على سبيل المثال، تواصل الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا إضعاف نقاط التمركز العسكري الإيراني، وفي الوقت نفسه فشلت روسيا في أن تعترض على الضربات الجوية الأمريكية على سوريا، ردا على استخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية.