قبسات من فكر سماحة الشيخ أحمد الخليلي (18)

 

  1. الإسلام دين العدل

إن الإسلام لا يأخذ البريء بجريمة المتهم أو المجرم؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٨]. (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 344)

 

  1. الأولوية في حياة الداعية

على الداعية إلى الله أن يكون على بصيرة، ومن البصيرة أن يكون عارفًا بما يدعو إليه، وعارفًا بالقضايا التي يتناولها، بحيث يراعي أولوياتها، فيقدِّم الأهم على المهم، ويقدم المفروض على المندوب، ويقدم الأشد على الشديد، وهكذا يراعي أولويات القضايا. (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 403)

 

  1. من تقهقر خطوة تقهقر خطوات

التأثر في السلوك يؤدي إلى التأثر في العبادات، ويؤدي إلى التأثر في العقيدة، ويؤدي إلى التأثر في الشخصية الإسلامية، بحيث تصبح شخصية متزعزعة، ومن تقهقر خطوة واحدة تقهقر بعدها خطوات. (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 456)

 

 

  1. واجب الأمة الإسلامية

الأمة الإسلامية اليوم تمرُّ بمنعطف خطير، منعطف يستوجب أن تتحد جميع فئاتها من أجل مواجهة تحدياته، فهي إما أن تأخذ بأسباب القوة وأسباب العصمة، وإما أن تظل تتسكع في هذه التخبطات حتى يؤدي الأمر إلى مزيد إضعافها وإلى مزيد النكاية بها من قبل أعدائها. (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 243)

 

  1. حقائق الوجود مفتقرة لواجب الوجود

القرآن الكريم يفتح مدارك هذا العقل، ويبين لهذا الإنسان أن حقائق الوجود كلها تنبئ بلسان حالها أنها مفتقرة إلى واجب الوجود لذاته، وأنها لا يمكن أن تقوم بنفسها، ولذلك يقول أحد علمائنا: إن كل ذرة من ذرات الكون هي كلمة من كلمات الله، ناطقة بوجوده سبحانه، وما عداها فهو كالشرح لتلك الكلمة. (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 350)

 

  1. أثر اجتماع القول والعمل في الدعوة

عندما يقول الإنسان الحق، ويعمل به؛ يكون عمله أكثر دعوة إلى هذا الحق من قوله، ويكون لعمله تأثير أبلغ من التأثير الذي يكون لقوله. (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 428)

 

 

  1. تدبير المولى 8 لهذا الكون

إنَّ الله سبحانه وتعالى الذي خلق هذا الوجود المترامي الأطراف، والذي لا يمكن أن يحدَّ بحسب مقاييس البشر، ويصرِّفه هذا التصريف العجيب بحيث لا تخرج ذرة من ذراته عن إرادته سبحانه وتعالى، ولا يفوته سبحانه وتعالى شيءٌ في هذا الكون جميعًا، وهو على كل شيء قدير، وهو سبحانه وتعالى بكل شيءٍ عليم، ومدبرٌ لكلِّ شيءٍ. (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 409)

 

  1. حرمات العلماء أخص من غيرهم

إذا كانت للناس حرمات عامة وللمسلمين حرمات خاصة فإن للعلماء حرمات أخص، فيجب أن تراعى هذه الحرمات، وأن لا يتطاول عليهم السفهاء والأوغاد، إذ لا يتطاول على العلماء العاملين إلا وغد سفيه، كما يقول الشاعر:

ومنزلةُ الفقيهِ مِنَ السَّفيهِ

كمنزلةِ السَّفـيهِ مِنَ الفقيهِ

فهذَا زاهدٌ في قُربِ هذَا

وهـذَا مِنْهُ أزهدُ منهُ فيهِ

إذَا غَلَبَ الشَّقَاءُ على سفيه

تَنَطَّعَ في مخالفةِ الفَقيهِ

وقد أجاد في هذا الإمام نور الدين السالمي رحمه الله تعالى إذ نظم معنى البيت الأخير فقال:

إنْ غَلَبَ الشَّقَاءُ عَلى سفيهِ

أبْدَى تنطُّعًا علَى الفَقيهِ

(لقاءات في الفكر والدعوة: ص 34)

 

  1. المنهج الذي يجب أن يكون عليه المسلم

هنا كلمات قلتها مرارًا، وقلت: بأن هذه الكلمات من المفروض على المسلمين أن يعوها وأن يفهموها وأن يدركوها، وهي لبلاغتها ولقوة تأثيرها حقيقة بأن تكتب بماء الذهب، وهي للشاعر محمد إقبال، هذه الكلمات تبين المنهج الذي يجب أن يكون عليه المسلم، يقول: «إنَّ المسلم لم يُخلق ليندفع مع التيار، ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار، بل خُلق ليوجه العالم والمجتمع والمدنية، ويفرض على البشرية اتجاهه، ويملي عليها إرادته؛ لأنه صاحب الرسالة وصاحب الحق اليقين؛ ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه، فليس مقامه مقام التقليد والاتباع، إن مقامه مقام الإمامة والقيادة، مقام الإرشاد والتوجيه، مقام الآمر الناهي، وإذا تنكر له الزمان، وعصاه المجتمع، وانحرف عن الجادة لم يكن له أن يخضع، ويضع أوزاره، ويسالم الدهر، بل عليه أن يثور عليه وينازله، ويظل في صراع معه وعراك حتى يقضي الله في أمره، إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة، والأوضاع القاهرة، والاعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام، أما المؤمن القوي فهو نفسه قضاء الله الغالب، وقدره الذي لا يرد». (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 455)

 

  1. دخول أهل عُمان الإسلام طواعية

إنَّ المجتمع العُماني ـ ولله الحمد ـ مسلمٌ، محافظٌ على أصالته، ويأخذ بالمستجدات على مرِّ العصور كلها، وقد شرف الله سبحانه وتعالى هذا المجتمع إذ تلقى رسالة الإسلام في صدر تاريخها، وكان قبوله لها طواعية لا عن إكراه، فدخل هذا الشعب في دين الله سبحانه وتعالى وهو راغب من تلقاء نفسه، لا بسبب رهبة من جيش سُلِّطَ على أرضه، أو قوة كانت تهدده. (لقاءات في الفكر والدعوة: ص 337)

 

تعليق عبر الفيس بوك