"جارديان": "فيسبوك" يروج للسياسات "القذرة"

ترجمة– رنا عبد الحكيم

تساءلت صحيفة جارديان البريطانية في افتتاحيتها عما إذا كانت شبكات التواصل الاجتماعي مسؤولة عن الأكاذيب التي يرويها مستخدموها؟

وقالت الصحيفة إنن إجابات صريحة مثل "نعم" أو "لا"، لن تكون صحيحة، فالمسؤولية الكاملة فكرة سيئة ومستحيلة عمليا، حتى في الصين، حيث أضخم وأحدث أجهزة الرقابة على الإنترنت، قد يتباطأ الإنترنت بشكل ملحوظ في الأسابيع المقبلة تحت وطأة "عمليات تمشيط"، للتأكد من عدم نشر أي إشارات في الذكرى الثلاثين لمظاهرات ميدان تيانانمين والتي شهدت عمليات قتل جماعي بحق المتظاهرين في عام 1989. ومع ذلك لا يمكن القول إن شبكات التواصل الاجتماعي ليست مسؤولة عن ممارسة الصلاحيات التي تتمتع بها لإزالة مواد الكراهية من خوادمها. وتتم إزالة مقاطع الفيديو الخاصة بقتل وإساءة معاملة الأطفال وغيرها من الفظائع بصورة روتينية وحرفية. لكن ربما يعترض البعض على مثل هذه الإجراءات، باعتبار أن هذه الفيديوهات ليست أكاذيبَ، فهي تسجل أحداثا واقعية. وإذا كانت تلك المقاطع تمثل دعاية للمتطرفين أو المعتدين على الأطفال فسيتم فرض الرقابة عليها ومعاقبة مُنشئها إذا كان ذلك ممكنا.

وترى الجارديان أن المنابر الإلكترونية في كثير من الأوقات كانت تتردد كثيرا في التعامل مع الأكاذيب التي يتم الترويج لها لأسباب ليست في حد ذاتها إجرامية، لكنها كانت أسبابا حقيرة. وتعد كل من جوجل وفيسبوك من كبرى الشركات التي يشاهد العالم إعلاناتها وتعتمد على قدرتها على جذب المشاهدين والاحتفاظ بهم. لذلك يتم التسامح مع نظريات المؤامرة التي يطلقها أليكس جونز لسنوات عديدة، وكذلك الأمر بالنسبة لحقيقة أحداث 9/11، وكذلك حملة ترامب على توتير للإيحاء بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد وُلد في الخارج.

فمثلا الهجمات المعقدة لـ"ديب فيكس"- وهي فيديوهات يتلاعب بها لإظهار أشخاص حقيقين يفعلون أو يقولون أشياء لم يفعلوها في الحياة الواقعية- مخيفة بما يكفي. وعلى سبيل المثال، في الأسبوع الماضي انتشر فيديو على كل من فيسبوك ويوتيوب يزعم أن نانسي بيلوسي، الزعيمة الديمقراطية ورئيسة مجلس النواب الأمريكي، تلقي خطابا وهي في حالة "سُكر". إلا أن حقيقة الفيديو أنه يمضي بصورة بطيئة في الربع الأول منه ثم يعود صوتها إلى نغمته الطبيعية. ونظرا لهذا التلاعب في الفيديو، تظهر بيلوسي وكأنها في حالة سكر أو أنها ليست على ما يرام.

لكن في المقابل أزال يوتيوب الفيديو بعد فترة، بينما رفض فيسبوك حذفه بعد أن وصل عدد المشاهدات 2.8 مليون مشاهدة. وبدلا من ذلك فقد وضعت إشارة جانبية تشير إلى "مزيد من المشاهدة" تنقل المستخدم لفيديوهات أخرى تشير إلى أن هذا الفيديو مزيف. وهذه الإشارة بالطبع لن يكون لها أي تأثير على الأشخاص الذين شاهدوا الفيديو وصدقوه بالفعل. ويبدو وكأنه قرار متعمد من فيسبوك لوضع نفسها كقناة مفضلة للسياسة القذرة في السعي وراء السلطة دون المسؤولية.

تعليق عبر الفيس بوك