لندن - الوكالات
بعد أسبوع من إهانته بإلقاء "ميلك تشيك" عليه من جانب أحد البريطانيين؛ احتفل نايجل فاراج زعيم حزب بريكست البريطاني، أمس، بفوز حزبه الساحق في انتخابات البرلمان الأوروبي، مطالبا بحقه في المشاركة في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد أن تمكن حزب فاراج من استغلال موجة غضب من إخفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي في إخراج بلادها من التكتل الأوروبي.
وبحسب النتائج، تصدر حزب "بريكست" نتائج انتخابات البرلمان الأوربي في بريطانيا، بينما حل حزب الديمقراطيين الأحرار، المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي ثانيا. وتكبد حزبا المحافظين، والعمال، وهما الحزب الحاكم، وحزب المعارضة، خسائر فادحة، إذ يتجه الأول نحو الحصول على أقل من 10 في المئة من الأصوات. وقال نايجل فاراج إن الحزبين الرئيسيين "يمكن أن يتعلما رسالة مهمة" من النتائج.
وبينما يستعد حزب المحافظين الذي تنتمي إليه ماي لاختيار زعيم جديد خلفا لها، طلب فاراج ممن سيخلفها في رئاسة الوزراء أن يكون لحزبه رأي في أهم قرار في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية: "يتعين أن نكون جزءا من الفريق الآن.. هذا أمر جلي للغاية".
وبعد أن تأجل الخروج من الاتحاد مرارا، قال فاراج إن على المملكة المتحدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، وهي المهلة الحالية لموافقة البرلمان على اتفاق للخروج من التكتل. ويميل فاراج إلى الخروج دون اتفاق: "إذا لم ننسحب.. فيمكنكم أن تتوقعوا تكرار حزب بريكست لمثل هذه المفاجأة في الانتخابات العامة المقبلة. السياسة البريطانية لم تشهد من قبل حزبا جديدا خرج للنور قبل ستة أسابيع فحسب يتصدر الانتخابات في تصويت على مستوى البلاد. نظام الحزبين الذي هيمن على السياسة في إنجلترا على مدى 100 عام يواجه مشكلات حقيقية للمرة الأولى"؛ في إشارة لتراجع التأييد لحزبي المحافظين والعمال.
وتنتخب جميع الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعضاء البرلمان الأوروبي، البالغ عددهم 751 عضوا. ويمثل البرلمان مع مجلس الاتحاد الأوروبي، الذي يتشكل من وزراء حكومات الدول الأعضاء، السلطة التشريعية للاتحاد. وينتخب البريطانيون 73 عضوا للبرلمان الأوروبي. ومن بين 64 مرشحا بريطانيا أعلن فوزهم حتى الآن، فاز حزب "بريكست" بـ28 مقعدا، وحزب الديمقراطيين الأحرار بـ15، وحزب العمال بـ10، والخضر بـ7، بينما فاز المحافظون بـ3 مقاعد، وحزب بلايد كامري، في إقليم ويلز، بمقعد واحد.
وبشكل عام، احتفظت الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي بقبضتها المحكمة على البرلمان الأوروبي وفقا لنتائج أولية أُعلنت أمس لكن خصومها المشككين في التكتل حققوا مكاسب كبيرة. وتقدم اليمين المتطرف والقوميون في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وبولندا مما يؤثر على الساحة السياسية في الداخل لكنه لا ينجح في إحداث تغيير جذري في توازن القوى مع المؤيدين للاتحاد الأوروبي داخل المجلس. وعلى الرغم من أن صنع القرار سيكون صعبا على الأرجح نظرا لانهيار "ائتلاف كبير" بين تياري يمين الوسط ويسار الوسط، فإن النتائج تحمي الاتحاد الأوروبي من القوى المناهضة للمؤسسات والتي تسعى لتفكيك أكبر تكتل تجاري في العالم.