أَمضى الحياةَ مُنَافِحًا عن ودِّهِ

 

د. صالح الفهدي | سلطنة عمان

 

إنْ كنتَ تحذرُ من عدُوِّكَ مرَّةً/

فاحذرْ صديقَكَ يا مؤمِّنُ ألفَ مرَّهْ

ليسَ المُشَهِّرُ بالعداوةِ خافيًا/

لكنَّما الخافي الذي داراكَ سِرَّهْ..!

مَثَلُ الذي يرويكَ شهدًا سائغًا/

فيصُبُّ من سُمٍّ زُعافٍ فيه قَطْرهْ..!

قد تَتَّقي السَّهمَ المسدَّدَ مُقْبلًا/

لكنْ يَشُكُّكَ صائبًا مرماهُ غِرَّهْ

لا تُسْبِلَنَّ الجفنَ، كمْ مِنْ مُحسنٍ/

أَرداهُ في بلواهُ مَنْ أَولاهُ بِرَّهْ..!

أَمضى الحياةَ مُنَافِحًا عن ودِّهِ/

ومعانِقًا صَدْرَ الذي واراهُ شرَّهْ

فإذا تَصَلَّبَ عودُهَ من فضلِهِ/

قَلَبَ المودَّةَ لحظةَ الإِنكارِ عَثْرَهْ..!

فأَدارَ ظهرًا للشَّمائلِ ناكثًا/

عهدَ التَّلطُّفِ والتَّعطُّفِ ذاتَ نُكْرَهْ..!

ما سُمِّيتْ تلكَ القلوبُ بإِسمها/

إِلاَّ لمَا اتَّصفتْ، كأنَّ العهدَ شَعْرَهْ..!

إِنِّي أُعيذُكَ أَنْ تَوَدَّ مداهِنًا/

متملِّقًا، لا يَأْمَنُ الأشرافُ مَكْرَهْ!

فَاحْسِنْ ولا تبخلْ بودِّكَ ساعةً/

فالمحسنُ المعطاءُ مَنْ للهِ أَجْرُهْ

لكنْ توخَّ الشَّرَّ  لا يغريكَ ما/

سَرَّ الفؤادَ فذاكَ ما يُرديكَ سِحْرُهْ!

 

وَاحْذَرْ تكلُّفَ مَنْ تَصَنَّعَ ودَّهُ/

فلسوفَ يَغْرِسُ نَصْلَهُ في حينِ غِرَّهْ!

وَادْعُ الإلهَ يقيكَ شرَّ مُداهِنٍ/

وينجينَّكَ أيُّها الصِّدِّيقُ ممَّا كنتَ تَكْرَه!

 

 

تعليق عبر الفيس بوك