الحارثية تتصدر عناوين الصحف العالمية.. ولجنة التحكيم: وقعنا في حب "سيدات القمر"

 

< "جارديان": الحارثية تغلبت على كبار الروائيين العالمين وفازت بالجائزة

< "نيويورك تايمز": الرواية "ملحمة عائلية" تروي انتقال عُمان من الماضي إلى الحاضر

< "إندبندنت": "سيدات القمر" تفجر في نفس القارئ القوى التي تحرره من القيود

< "واشنطن بوست": الجائزة تفتح الباب أمام انطلاقة حقيقية للأدب العربي

ترجمة - رنا عبدالحكيم

تصدَّرت الأديبة العُمانية الدكتورة جوخة الحارثية عناوين الصحف العالمية، أمس، بعدما حصدتْ لأول مرة في تاريخ الأدب العربي، جائزة مان بوكر العالمية، عن روايتها "سيدات القمر"، والتي ترجمتها الأكاديمية الأمريكية مارلين بوث وحملت اسم "Celestial Bodies" أو "أجرام سماوية"، في ترجمة فريدة من نوعها حظيت بإشادات واسعة على مستوى العالم.

وقالت صحيفة جارديان البريطانية إنَّ أحداث الرواية تقع في قرية عمانية وتتناول قصص ثلاث شقيقات: مايا والتي تتزوج من شخص ثري بعد تعرضها لخيبة أمل في حبها الأول، وأسماء التي تزوجت من منطلق الواجب، وخولة التي تنتظر شابا هاجر إلى كندا.

وقالتْ المؤرخة بيتاني هيوز رئيسة لجنة تحكيم الجائزة: "من خلال الزوايا المختلفة لحياة أبطال الرواية نتعرف على المجتمع العماني، بكل درجاته؛ بداية من أفقر أسر إلى أولئك الذين يكسبون أموالا من خلال ظهور ثروة جديدة في عمان ومسقط؛ فالرواية تبدأ من غرفة وتنتهي في عالم". وأضافت: "شعرنا أننا نصل إلى الأفكار والخبرات التي لا يتم تقديمها عادة باللغة الإنجليزية، فالكاتبة تجنبت كل الصور النمطية التي قد يتوقعها القارئ في تحليلها عن النوع والعرق والتمييز الاجتماعي والعبودية، وهناك مفاجآت لا تنتهي في الرواية. لقد وقعنا في حبها".

وتمَّ اختيار رواية "سيدات القمر" من قائمة يغلب عليها الطابع النسائي، وتندرج ضمن أفضل الأعمال الروائية المترجمة في جميع أنحاء العالم. وتغلبت الحارثية على منافسين منهم الفائزة السابقة بالجائزة أولغا توكاركوك والكاتب الفرنسي المشهور آني إرنكس والكولومبي خون غابرييل فاسكويز.

وواصلت هيوز حديثها عن الرواية قائلا: "إن الحكام أحبوا الفن الخفي للرواية، وهناك نوع من الجاذبية الشعرية وكأنه دراما محلية في عالم ساحر، وفي نفس الوقت يحتوي على نواحٍ فلسفية وجوانب من علم النفس والشعر، فيجذبك إلى النثر من خلال العلاقة بين الشخصيات، لقد شجعتنا الرواية على القراءة بطريقة مختلفة".

وفي مقابلة بعد أن أدرجت الرواية على القائمة الأخيرة، قالت الأكاديمية الأمريكية بوث ومترجمة رواية "سيدات القمر"، إنها مسرورة لأن الجائزة تجلب الانتباه للأدب العماني، مضيفة أن الرواية كتاب مبدع يدفع القارئ لخارج حدود ما يمكن التفكير فيه وقوله.

وأضافت بوث: "ما يتعلمه المرء عن العالم العربي هو أن هناك روائيين مدهشين في جميع أنحاء المنطقة، وليس فقط في مراكز الابداع الأدبية المعروفة مثل مصر وفلسطين ولبنان والمغرب والعديد من البلدان الأخرى، لكن أيضا هناك فنٌ في عمان، ولعل أكثر ما يتعلمه المرء هو مدى تشابههم في يومياتهم وتبادلهم لعواطفهم، وكيف أن المجتمعات التي تبدو مختلفة تماما هي في الواقع متشابهة للغاية".

ونقلت الجارديان عن جوخة الحارثية قولها إنها ألفت روايتين أخريين ومجموعتي قصص قصيرة وكتابا للأطفال، وتُرجم بعض من كتبها إلى عدة لغات من بينها الألمانية والإيطالية والكورية والصربية. وتأمل الحارثية أن تساعد روايتها "سيدات القمر" القراء حول العالم على اكتشاف عمان، وأنها تزخر بالمواهب الأدبية والفنية الذين يعيشون ويعملون من أجل فنهم.

وقبل الفوز، صرحت الحارثية قائلة: "إن العمانيين يضربون مثالا في التضحيات والكفاح ويجدون الفرح في الكتابة أو في الفن، مثلهم مثل أي مكان آخر، وهذا عامل إنساني مُشترك بين سكان العالم كلهم، والعُمانيون من خلال كتابتهم يدعون الآخرين للنظر إلى عمان بعقل وقلب مفتوح، فبغض النظر عن مكان وجودك فإن الحب والخسارة والصداقة والألم والأمل هي نفس المشاعر، ولا يزال أمام الإنسانية الكثير من العمل لتؤمن بهذه الحقيقة".

أمَّا صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فقد وصفت الرواية بأنها "ملحمة عائلية" تروي تاريخ انتقال عُمان من مركزٍ لتجارة الرقيق إلى منتج للنفط ودولة معاصرة حديثة.

فيما كتبت مارسيا لينكس كالي في مراجعة لصحيفة ذا ناشيونال: إنَّ "رواية جوخة الحارثية والتي نشرت لأول مرة عام 2010 باسم "سيدات القمر" هي كتاب معقد في بعض أجزائه يتناول أسرة عمانية على مدى ثلاثة أجيال من ثمانينات القرن التاسع عشر وحتى اليوم". وأضافت: "كل امراة أو رجل مستعبد أو حر، تجد نفسها محاصرة بطريقة أو بأخرى عبر التاريخ".

وكتب مايكل كرونين في صحيفة تايمز الأيرلندية: "هذا الكتاب عبارة عن رواية تحقق في حياة الأشخاص الذين كانوا على حافة التغيير". مضيفا أن الرواية "تقوِّض الصور النمطية المتكررة عن اللغة والثقافة العربية". وتابع أنه على الرغم من أن عدد الشخصيات في العمل الأدبي كان محيرا في بعض الأحيان، إلا أن ملامح الشخصيات لثقافة غير معروفة نسبيا في الغرب انعكست بصورة رائعة".

وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أنَّ الرواية تفجر داخل القارئ القوى التي تقيد الإنسان وتحرره في نفس الوقت، مشيدة بمحتوى الرواية وما حققته من إنجاز بعد الفوز بالجائزة لأول مرة على المستوى العربي.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إنَّ فوز الحارثية بالجائزة يفتح الباب أمام الأدب العربي لكي يحظى بالانتشار في مختلف دول العالم، مشيرة إلى أن الحارثية هي أول كاتبة يصدر لها كتاب باللغة العربية تحصل على هذه الجائزة المرموقة.

تعليق عبر الفيس بوك