الرؤية - وليد الخفيف
يَتَواصل بثُّ البرنامج الإذاعي "العمانيون والبحر" على إذاعة سلطنة عمان، ويحكي قصص التاريخ البحري لعمان، ويتطرق بشكل مُفصَّل للموانئ العمانية القديمة؛ مثل: اكيلا قلهات وميناء مسقط، وسمهرم وموانئ ظفار، وكيف نشطت تلك الموانئ في عصور ما قبل التاريخ؛ فكانت مراكز للتبادل التجاري مع موانئ الهند والصين واليمن وشرق إفريقيا.
"العمانيون والبحر".. برنامج من إعداد عوض بن سعيد المديلوي، تقديم طلال بن أحمد الكلباني، ومن إخراج منى بنت سالم المسلمية.
وتطرَّقت حلقة أمس الأول من البرنامج للعلاقة العتيقة بين عمان والبحر والتي تعود لقبل 5000 عام قبل الميلاد، بحسب ما أكدته الحفريات الأثرية في رأس الجنز ورأس الحد في ولاية صور على الساحل الشرقي لعُمان، ولفتت الكتابات أيضا للعلاقة المتصلة مع بلاد ما بين النهرين والموانئ المطلة على ساحل عمان وعلى بحر العرب.
الشيخ حمود بن حمد بن جويد الغيلاني الباحث في التاريخ البحري، كان ضيف حلقة أمس الأول من البرنامج؛ إذ قال: إنَّ الموقع الجغرافي لعمان وإطلالها على الحضارات القديمة واعتبارها مصادر لتبادل السلع التجارية جعل منها موانئ نشطة، وهذا ما ورد ذكره في المصادر الرومانية واليونانية والكتابات الفارسية واليمنية القديمة ومؤلفات الجغرافيين والرحالة والمستكشفين.
وقال الغيلاني إن الموانئ العمانية عرفت قديما بأسمائها أو بأسماء أخرى دلت عليها كتب المؤرخون، مثل ميناء اكيلا وميناء مسقط والميناء الخفي، مشيرا إلى أنَّ الطبيعة الجغرافية لعمان كانت بوصلة لنشاط أهلها، فالموانئ العمانية نشطت في الألف الثالث والرابع قبل الميلاد، واستمرت في نشاطها التجاري وصولا للعهد الزاهر. وأضاف: الموانئ القديمة كشفت عنها الحفريات الأثرية التي تمتلكها وزارة التراث والثقافة وتمثلت في رأس الجنز ورأس الحد وميناء صور وجرم بو عباس وموانئ ممتدة من خصب ولمسافة 3150 كم بحري لحدود اليمن ومنطقة الفزايع ومحافظة ظفار.
وحسب التسلل التاريخي الأقدم، فإن هناك ميناء عمان، وهو من الموانئ التي أشار إليها كتاب الطواف حول البحر الإرتيري، والذي دوَّن الكثير من الملاحظات التجارية، والنشلاط البحري، وأشار المؤلف إلى أنَّ عمان كانت الأبرز في النشاط التجاري في تلك الحقلبة القديمة مع الدول المطلة على المحيط الهندي وحضارات الهند وحضارات ملوخة ومجان وبلاد الرافدين والحضارة الفارسية. وأشار الغيلاني إلى أنَّ الموانئ العمانية كانت تصدر النحاس والصخور وتستورد البضائع من الهند وشرق إفريقيا، وأن ميناء عمان كان نقطة توزيع البضائع والسلع لشرق إفريقيا.
وألمح الغيلاني إلى أنَّ السيد سلطان بن أحمد جعل من مسقط مركزا سياسيا نشطا في العام 1790؛ فكانت الموانئ العمانية الموزع الوحيد للسكر والبن المستورد، فكان لعمان أسطول بحري تجاري يتكون من 150 سفينة، منها 50 سفينه في ميناء مسقط، و100 لموانئ صور، وكانت عمان تستقبل عبر موانئها نصف إنتاج اليمن من البن، ويوزع للهند ودول الخليج العربي، وإلى الموانئ العراقية التي تُصدِّره بدورها إلى تركيا وأوروبا.