أمل الريامية

مصممة أزياء

إنَّ للألوان سحرًا عجيبًا على نفسية الفرد، كما أنَّ لها تأثيرًا إيجابيًّا وأحيانًا سلبيًّا، فتعلَّق الفرد بلونٍ معيَّن ناتج عن الحالة النفسية التي يمر بها.

وإذا تمعَّنا في الطبيعة، وما حباها الله من جَمالٍ في الألوان المتناغمة، لاستشعرنا هذا المزيج الرَّباني العجيب المتكامل الذي لا يُمكن أن نتخيَّل حياتنا بدونه ولو للحظة، فكيف تكون نفسياتنا وأمزجتنا دون ألوان؟!

يَرَى علماءُ النفس أنَّ الألوانَ تؤثر فينا كبشر، في شخصياتنا، وسعادتنا، ونظرتنا للحياة؛ إذ إنَّ الموجات الضوئية للألوان تخترقُ أجسادنا. ونظراً لأهمية هذه الألوان، فهناك علم يُدعى علم "نفس الألوان"، أو "سيكولوجية الألوان" (colorpsychology) يهتمُّ بدراسة الألوان والموجات الضوئية لها ومدى تأثيرها في حياتنا.

لقد ذُكرت الألوان وأثرُها على نفسيات الإنسان في عدة سور من القران الكريم؛ ففي سورة البقرة، قال عزَّ وجل في الآية 69: (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)؛ حيث بيَّن الحقُّ جل وعلا بأنها -نظراً للونها الأصفر- تسرُّ الناظرين.

وأيضا ورد في سورة آل عمران في الآية 106: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ")؛ حيث يدلُّ اللون الأسود على الخزي والخوف، ويدل اللون الأبيضُ على الاستبشار والاطمئنان.

إذن؛ لابد لنا أن نُدرك أهمية الألوان في حياتنا سواءً تلك التي نستخدمها في منازلنا، أو فيما نرتديه، وأن نضع نصب أعيننا ما هي الألوان التي تجلب لنا السعادة والنشاط والحيوية، والتأثير الإيجابي على حياتنا، ونبتعد عن الألوان الكئيبة إن كانت في حياتنا العامة أو في بيئة العمل  أو في المناسبات المختلفة؛ لأنَّ اختيار الألوان في كل ذلك لا يؤثر فقط علينا، وإنما يؤثر أيضاً على من حولنا، لذلك فإن اللونَّ يعتبر من العناصر الأساسية والمهمة في تصميم الأزياء.

وهنا.. تتدخَّل خِبرة المُصمِّم؛ حيث لا بد له أن يكون على علمٍ ودراية بالدائرة اللونية وأفرعها حتى يستطيع أن يقدم لزبائنه ما يناسب شخصياتهم ويبرز جماليات الزي عليهم، وذلك حسب شكل الجسم ولون البشرة ونوع المناسبة.

ودُمتم في أناقةٍ ورقي...،

@darzafaf