ﺃﺣﺒﺒﺘﻚِ؛ ﻷﻧﻘﺬَ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻄﻌﻮﻧًﺎ
ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻳﺪﺍﻩ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻲَّ ﺍﻟﻤﺎﺋﻠﻴﻦ
ﻭﻳﺒﻠﻞ ﻗﻤﻴﺺ ﺣﺎﺟﺘﻲ
ﺩﻡُ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ
.
ﻋﺎﺋﺪٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ
ﻳﻔﻮﺡ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ
ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻦ ﺷﻔﺘﻲَّ ﺍﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﺀ
ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﺪﻟﺪﻟﺔ ﻣﺼﺎﻓﺤﺎﺕ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ
ﻭﺗﺒﻮﺡ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺍﻟﻤﺘﻠﻌﺜﻤﺘﺎﻥ
ﺑﻮﺟﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﻞ ﻭﺍﻟﺴﻨﺎﺑﻞ ﻭﺍﻟﻮﺭﺩ
ﺑﻘﺼﺺ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻙ ﻳﻤﺎﻡٍ
ﻛﻠّﻤﺎ ﻗﺒّﻠﺖ ﺭﺻﺎﺻﺔٌ ﻗﻠﺐَ ﺟﻨﺪﻱٍ ﻋﺎﺷﻖ
.
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﺍﻟﺨﺎﺋﺐ ﺟﺪًﺍ
ﺫﺑﺤﺖٌ ﺑﻀﻌًﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻭﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ
ﺣﻄﺒﺖُ ﺑﻀﻌًﺎ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻏﺎﺑﺔً ﻷﺻِﻠُﻚِ
ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺗﻴﺘُﻚِ
ﺣﻄﺒﺖُ ﻟﺴﺎﻧﻲ
.
ﻭﺣﻴﺪًﺍ ﺃﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ حادة ﻣﻦ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ
ﺃﻟﻤّﻊ ﺷﺮﺍﻳﻴﻨﻲ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ
ﺃﻗﺸّﺮ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺼﺪﺉ
ﺃﻋﻴﺪ ﻭﺿﻊ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﺗﺤﺖ ﺃﺑﻄﻲَّ
ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﻮﻯ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺀ
ﺑﻴﻦ ﻋﺸﺐ ﺍﻟﺒِﺮَﻙ
.
ﺃﺣﺒﺒﺘُﻚِ؛ ﻷﻧﻘﺬَ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺼﻨﻊ ﺩﻭﺍﺋﺮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ
ﺗﻤﺪ ﻟﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝُ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻣّﻠﺔ
ﺗُﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﺳﻘﻮﻁ ﻋﺎﺷﻖٍ ﻛﺌﻴﺐٍ
ﻓﻲ ﺣﻴّﺰِ ﺍﻟﻼﺷﻲﺀ
ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﻭﺭﻕِ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎ
.
ﻋﺎﺋﺪٌ ﺑﻌﻈﺎﻡ ﻳﻨﺨﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸﻮﻕ
ﻭﻟﻜﻦّ ﻣﺜﻠﻲ ﻻ ﻳﻤﻠﻚُ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺴﻞ
ﻭﻻ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮﺓٍ ﻋﺎﺷﻘﺔ
ﻭﻻ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻤﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ
ﻭﻻ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺔ
ﻋﻦ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻀﻬﺎ
ﻓﺎﺗﻜﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﺻﻠﻬﺎ ﺗﺌﻦ
ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻣﻠﻚُ ﺳﺆﺍﻟﻚِ :
ﺃﻻ ﺯﺍﻝ ﻗﻠﺒﻚ ﻳﺬﻛﺮُﻧﻲ؟!
ﺃﻻ ﺯﻟﺖِ ﺗﺤﺒﻴﻨﻨﻲ؟
