"الكتاب والأدباء" تناقش واقع وتاريخ "الأسطورة"

...
...
...

مسقط - الرؤية

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وبالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، ندوة علمية بعنوان "الأسطورة: الواقع والتاريخ"، بمشاركة مجموعة من الباحثين العمانيين في الشأن التراث الفكري في عمان.
الندوة التي أدارها الدكتور محمد زروق، قدمت من خلالها الكاتبة باسمة الراجحية ورقة عمل حول مظاهر الأسطورة في الحكاية الشعبية المسحورة وتحولها إلى حدث يؤرخ للذاكرة الشعبية في عمان، حيث تتدخل مسألة المزج بين الواقع والخيال في الوعي الحمعي الشعبي. وذهبت الراجحية للتناول تجليات حكاية المسحورة في اتجاهين الأول، عمودي، ويهدف إلى تحليل نموذجين شعري وروائي وذلك في قصيدة فتاة نزوى (الفتاة المسحورة ) في أحد أهم أمهات كتب التاريخ العماني ألا وهو (تحفة الأعيان) للإمام نور الدين السالمي ومن ثم رواية (درب المسحورة) للكاتب محمود الرحبي، إذ تدرس من خلالها أسطورة الموت والعالم السفلي من خلال تحليل هذين المنجزين الثقافيين في أشكالها المتزاحة من الأسطورة إلى هذه الأشكال الأدبية، والتي ستخلص إلى البنى الأسطورية المتراكمة ومنها إلى الفكر الذي يقبع وراءها، وفلسفتها العميقة عند الإنسان العماني القديم. بينما يأتي الاتجاه (الأفقي) بتحليل التشظي المكاني للأسطورة في تتبع حركتها المكانية في أكثر من بقعة، ورصد التحولات التي طرأت عليها والتغيرات التي دخلت في خطاباتها، واستنتاج السمات الأسطورية في الأسطورة العمانية والعلاقة التي تربطها بالأساطير في الحضارات الأخرى، إذ تقدم هذه القراءة اشتغالا على افتراضية وجود الأسطورة في عمان، وتصب في وجودها ظاهرة ثقافية تمت بصلة إلى الحضارة الإنسانية والثقافات التقليدية، ومدى بقائها أثرا محركا في حياتنا الحديثة.

أمّا الكاتب والباحث إسماعيل المقبالي فقدم ورقة عمل بعنوان "طقوس الزواج في عُمان- قراءة ميثولوجية – أنثروبولوجية" واتبع المقبالي ومن خلال ورقته منهجا يوضح الجانب الميثولوجي لاستخلاص البنية العامة بين ديانة الخصب وطقوس الزواج، مع إيجاد تطبيق المنهج الأنثروبولوجي لطقوس العبور على العرس العماني، حيث أخذ العرس الصحاري نموذجاً للتطبيق.

أمّا الكاتب والباحث يونس النعماني فقدم ورقة عمل بعنوان "طقوس الموت في عُمان" قراءة ميثولوجية، وذهب ومن خلال ورقته إلى التعّرف على ماهية الطقوس الجنائزية في عُمان ومقاربتها مع حضارات أخرى وفق علم الميثولوجيا، كما سعى إلى توضيح بعض الطقوس التي تمارس في عُمان، والكشف عن أهم الطقوس الجنائزية قبل وبعد مرحلة دفن الميت، كما قدم ومن خلال ورقته مجموعة من الأسئلة تبحث في شأن الطقوس، و علاقتها بالمعتقد، وطبيعة الروح، كيف ذهب ليفند ماهية النظر إلى الروح وفق المعتقدات الشعبّية في عُمان، وعلاقة الموت بالميثولوجيا.
"الأسطورة في الفنون الصخرية في عمان" هي ورقة أخرى للباحث حارث بن سيف الخروصي"، أوضح فيها أنّ في عمان تنتشر الفنون الصخرية على نطاق واسع وهو أقدم أنواع التدوين الإنساني، فنجد انتشارا لحيوان الوعل الذي كان أحد الكائنات المقدسة في الجزيرة العربية وعادة يوجد هذا الحيوان برسم متقن ويطل برأسه من المرتفعات كما هي عادة هذا الحيوان في الطبيعة وتنتشر رسومات الوعل على نطاق واسع في عمان لكن تعد منطقة شنة في محافظة الشرقية أحد أبرز المواقع وأيضا كان للثور نصيب من الأساطير القديمة حيث اعتبر الإنسان القديم الثور رمزا للقوة و في أحيان أخرى للمحكمة والخصب والخصوبة وينتشر رسم الثور على نطاق جغرافي واسع في عمان. وذهب الخروصي ليتحدث عن الأجرام السماوية لما لها من حضور حيث رسم الشمس يتنشر على نطاقات مختلفة وتعد آلهة الشمس أحد أقدم المعبودات، واستعرض الخروصي في ذات السياق الرسومات الأسطورية المهمة في وادي السحتن التي تمثل شخصيات ذات قداسة معينة منها رسم لملك ولخمس نساء يجلسن على كراسي وهو رسم لا يوجد له مثيل في العالم من ناحية الموضوع كذلك نجد في حصاة بن صلت في ولاية الحمراء رسومات عملاقة لشخصيات بشرية نحتت في الصخور ببراعة.
 

 

تعليق عبر الفيس بوك