القواقي تتشظى حروفها في وريدي

سعيد بن علي اليعربي | سلطنة عمان

 

لستُ للشعر سيدي بالمجيد

لا يغرنك بعض هذا النشيد

//

كان للشعر في فؤادي طير

فر بالحب منذ عهد بعيد

//

قد نسيت التغريد ما عاد

يغريني به بديع القصيد

//

كل أغصاني التي ألفتها النفس

أضحت كمثل حب الحصيد

//

ورماح الأسى استقرت بروحي

فغدا البوح نبت قفر وبيد

//

لا تلمني إذا رأيت دموعا

في ابتسامي فذاك حال العميد

//

لا تلمني إذا رأيت القواقي

تتشظى حروفها في وريدي

//

كل شبر في الأرض يشهد أني

كنت للكون كابتسام الوليد

//

كنت كالنخل باسقا في شموخ

كنت كالشمس مشرقا في الوجود

//

مثل نهر "الحديث" في بلد

الخيرات ميلاد   حبي الوحيد

//

لست هذا أنا الذي أنجبتني

بلدي للعطاء والتجديد

//

كنت كالطود شامخا يا بلادي

مادت الأرض عندما قلت ميدي

//

يعربي فأي زهو وفخر

يعتريني إذا ذكرت جدودي

//

إنما الزهو ليس بالمجد قدما

قالها الأولون بل بالمجيد

//

بنفوس تترجم القول فعلا

وسيوف تقد صم الحديد

//

كم قضينا الحياة في وصف قد

مائس العود ذي قوام وجيد

//

ليس جيدا معطلا من حلاه

مثل جيد يزهو بكل فريد 

//

إنه جيد حرة تتسامى

في البرايا بكل فضل وجود

//

تتسامى بكل شبل تصدى

للرزايا بقلب ليث عنيد

 

هصرته يد الخطوب فأضحى

قدر الله في العدو اللدود

//

هاهنا.. هاهنا دعتني المعالي

لارتواء من حوضها المورود

//

لأعب الجمال سحرا حلالا

أصطفيه من ذي وفاء وطيد

//

من هلال السمو ذاك المجلي

قبس النور من مقام السجود

//

يمتطي الشعر صهوة للمعالي

صارخا بالقريض يا نفس جودي

//

علني أطفئ اللهيب بشعري

أو أرى في قصائدي من مفيد

//

إي أعيدي يا راويات وزيدي

ذاك عهد يفوق كل العهود

//

ذاك عهد نماه للعدل عدل

وتسامى بمجد رب مجيد

//

أخلص الله فيه للحق قوما

واصطفاهم من كل شهم فريد

 

أمّهم للعلا سليلُ أباة

ناصر ربه برأي رشيد

//

وببأس يقد كل غشوم

ويفل الحديدَ بأسُ الحديد

//

وحّد القوم تحت راية عز

لم تبل قط بالقنا والبنود

//

خفقت في عمان راية مجد

فسمت حرة بعهد جديد

//

تنفث العزم في نفوس كبار

ما لغاياتها العلا من حدود

//

أي شيء في الكون ماثل هذا

المجد يا أمة الهدى فاستفيدي

//

إيه يا شيخ سابقتني دموعي

حطمت هذه الحروف قيودي

//

حررتني من كل ضعف بغيض

من أسار الهوان مثل العبيد

//

ودعتني لأنتمي في شموخ

لعمان الإبا عمان الصمود

//

للرجال الذين سار نباهم

طيب الذكر مثل نفح الورود

//

سيدي الشعر وقفةً إجلالا

واحتراما لحرف هذه العميد

//

أنا بايعته عميدا لشعري

ومليكا على حروف قصيدي

//

واصطفيت الحروف فيه جيادا

عاديات معربات الجدود

//

هو أسمى مكانة ومقاما

وأنا  بلغة الكلام حدودي

//

لا يطيق الكلام بين يديه

غير ذي المرة القوى الشديد

//

باع شعري قصيرة سيدي الشعر

وقلبي يقول هل من مزيد

تعليق عبر الفيس بوك