التنمية السياحية ضرورة في المرحلة الراهنة

في كتاب (التربية السياحية في سلطنة عمان ) والذي هو في الأصل رسالة دكتوراه قام بها الباحث العماني أحمد بن جمعة الريامي والذي يعمل أستاذا للمناهج بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق وفيه ينصح البلاد الساعية إلى التقدم أن تبدأ تنميتها السياحية بالاعتماد على السياحة الداخلية لقلة احتياجاتها المالية النادرة في  تلك البلدان ثم تدعيمها بالتنمية الإقليمية. وتعد التنمية السياحية عند الكثير من دول العالم ، من القضايا المعاصرة كونها تهدف إلى الإسهام في زيادة الدخل الفردي الحقيقي ، وبالتالي تعتبر أحد الروافد الرئيسة للدخل القومي ، وكذلك بما تتضمنه من تنمية حضارية شاملة لكافة المقومات الطبيعية والإنسانية والمادية . ومن هنا تكون التنمية السياحية وسيلة للتنمية الاقتصادية . . .

 

** التربية السياحية في عُمان**

لعل من السمات الأساسية التي ميزت الحركة التعليمية في سلطنة عمان منذ انطلاقها عام 1970 أنها اتخذت لمسيرتها في وقت مبكر من نشأتها فلسفة تربوية واضحة المعالم ، حاوية لمبادئ عامة تنبثق منها أهدافها الرئيسة ، وتحدد هويتها بين سائر الفلسفات التربوية ، فهي فلسفة إنسانية عربية إسلامية تستمد فكرها الحضاري من أصالة العروبة وقيم الإسلام وتستوحي خصائصها من معتقداتها وتطلعاتها فهي بذلك فلسفة تربوية تنبع من مزيج من تراث الأمة وحضارتها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى طموحاتها المستقبلية القريبة والبعيدة قائمة على سمات وخصائص وضحت اتجاهات المجتمع العماني .

من هذا المنطلق فقد واكبت العملية التعليمية العمانية الاهتمام المتنامي للحكومة نحو قطاع السياحة حيث خطت خطوات واسعة وعملية لتطوير مناهجها بما يبرز السياحة كقطاع اقتصادي رائد .

 

** الأبعاد التربوية للسياحة **

 من المفترض أن تقوم التربية بدور فعال في تغيير اتجاهات الأفراد وتنمية شخصيتهم وتمكنهم من التكيف مع المحيط الذي يعيشون فيه بمختلف جوانبه وذلك بهدف إيجاد تنمية حقيقية بالمجتمع .

وبناء على ما تقدم فإن للسياحة العديد من الأبعاد التربوية التي لابد من تعريفها وتسليط الضوء عليها والتي لا غنى عنها لنجاح صناعة السياحة ونشاطاتها المختلفة التي أصبحت تمثل أحد القطاعات المهمة في المجتمع ومن أبرز هذه الأبعاد التربوية (البعد الديني والتنموي والأمني والثقافي والاجتماعي والصحي والقيمي والسلام والتفاهم العالمي)

 

** مفهوم التنمية السياحية **

إن التنمية السياحية ضرورة في المرحلة الراهنة ولابد أن تقوم بها الدولة انطلاقا من الاعتماد على السياحة الداخلية وذلك لعدة اعتبارات من أهمها أنها تزيد الإيرادات السياحية والتي تمثل مصدرا حيويا من مصادر الدخل القومي من العملات الأجنبية وبالتالي تسهم في دعم ميزان المدفوعات وسد العجز فيه ، بالإضافة إلى أنها تمثل تنمية عدد ضخم من الخدمات المتكاملة والمركبة والتي تتطلب عددا كبيرا من العمالة كما تعد أداة مناسبة لتمويل المجتمعات النامية من مجتمعات زراعية تقليدية إلى مجتمعات متحضرة راقية .

ويؤكد الدكتور أحمد الريامي أن التنمية السياحية عملية متكاملة ووظيفية بين عدة عناصر طبيعية تتوافر في المنطقة والمرافق العامة التي تعد أساسية لإقامة الاستثمارات السياحية وتوفير احتياجات السياح ، كما أنها تسير جنبا إلى جنب مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

** توصيات الدراسة **

 في ضوء ما أسفرت عنه النتائج والتي تؤكد على أهمية المفاهيم السياحية لمعلم الدراسات الاجتماعية وتنادي بتطبيق مقاييس الوعي السياحي لدى طلاب الدراسات الاجتماعية وفعالية البرنامج التدريبي في تنمية الوعي السياحي لدى طلاب كلية العلوم التطبيقية بالرستاق فإن الباحث أحمد الريامي يوصي بالآتي :

(تدريب معلمي الدراسات الاجتماعية على استخدام المفاهيم السياحية في تدعيم ما يقدمونه لطلبتهم من معلومات وحقائق سياحية والربط بين الجانب النظري والتطبيقي في عملية إكساب الطلاب لمعارف مجال السياحة وإتاحة فرصة التعلم اذاتي للطلاب وعقد ندوات ومحاضرات متخصصة لطلبة التعليم العالي بهدف تعريفهم بمتطلبات الوعي السياحي وإعداد مقررات متخصصة تهتم بتنمية الوعي السياحي لدى طلبة الدراسات الاجتماعية والتنسيق بين وزارة التعليم العالي ووزارة السياحة في رفع الوعي السياحي وتطبيق برامج تطبيقية لتنمية الوعي السياحي وإعداد برامج لمشرفي معلمي الدراسات الاجتماعية من خلال أهداف واقعية وتنويع مصادر الحصول على المعارف السياحية وتنويع الأنشطة الفردية والجماعية داخل البرامج التدريبية .

تعليق عبر الفيس بوك