دهشت ضريحي ما زال حياً


زهير بردى | العراق

خلفَ الناس تسيرُ خلفي بخجل الأرضُ ,وتصغي لي من تحت أبوابٍ أجتازُها. تطلعُ تيجانُ الماس بانحناءةِ وقار. ترفُّ فوقي مثل ضوء حياتي من الطين تصعد نحوي نادراً ما أقف وحولي السماء تخط الماضي وتحفر أمامي قوس قزح طقوس باردة تجلس القرفصاء أمام عرافة عوراء.
***
أمس حين كنت أسير فوق جسر خشبي قديم ينحني دون ارادة تحتي مع هذا لمحت شخصاً ضعيفاً في جسدي قذفت به وظل يدور وغاب وحسب رغبتي كنت أصيد فتنة بعض طيور بجع فوق الماء وأحتفظ بطين بعض غيوم تترنح بلا أنفاس.
***
ضريح لم أبكه يوماً عدت إليه دهشت ما زال حياً بصراحة خلعت ملابسي أمام أشياء غريبة كانت قد أصبحت كلها ماضياً بالياً لم أقلق المقبرة تحصي الموتى لوجبة ضحك  متواصل والشمس تخرج من أبواب السراديب وتغسل خشب التوابيت بعطر محبب وتلتقط الدود إلى خارج السور.
***
بأسره المعبد ينام هناك لوحده بدون غريم أوصديق آخر يمضي الليل معه المعبد بهدوء ينام تحت تجاعيد يد مردوخ بأسرها الأجساد العجوز يوم غد في موكب خرافي ستصعد إليه توقد النار حوله دون شفقة بأسره المعبد يضحك في عبه لإفراطهم في استهلاك حياتهم بشكل أحمق وساذج.
***
منذ أن بدأت أكتب أدركت أن الكتابة لا تخذلني ثمة خراب يحطمني لا يمكن أن أتداركه ولا يرحمني ثمة أيام عجوز مثل ظلام محروق ليس تافهاً لكنه مرتب بشكل سيء الورد ما كان لطيفاً مثله وطالما أن الكتابة بين أصابعي والموسيقى تتذكر جسدي هذا القلم الرصاص يرتب قوسه الأبيض يصيد غزلان الكلام والنساء.
***
حين أدخل معبداً وأمسك أيقونة أشعر أن حياتي ليس لها معنى أوقد شمعة أسير بإنصات جوق تراتيل كامل أنقاد إلى موسيقى رغبات تستقر بنشوة في جسدي عند مكان بارق في المذبح أنقش بياضي وأنظر إلى كتابات مقدسة فوق حائط تثيرني بإفراط.
***
عليَّ أن أفعل شيئاً لأستمتع قدر استطاعتي وبإفراط أقذف جسدي في الليل واستمتع برقة ليس من المستحب أن أذهب إلى مكتبة أو أمضي وقتي أمام تمثال قرب كنيسة يجب أن أتذوق شيئاً ثرثرة مع مومس لا تجيد قراءة قصيدة وترنحي في الحانة بعد الكأس السابع شخيري وقد ركلني حارس الحانة إلى الخارج قرب كلب يهز ذيله بلسانه والمطر بغزارة يغسل جسدي العاري.
***
موكب كبير يخرج من هذياني الفارغ أمضي أيامي التافهة أرتبه بأناقة في منضدة حرب قديمة أنفاق مضيئة مزدانة بكراس الماء الخيزرانية والأرائك تبعث بغبار خيول وعلى الجدران سجاجيد وحي بعيد عتيق بمرايا متكسرة يتكلم معي خيبتي ليست سوداء وأنا أحمل نصوص جسدي في آخر الليل  لتمضيته مع امرأة لا تثمل من هذياني.
.***
حين يأتي الليل أكون كثر عرياً أتحرر من نهار متعب أثمل من مشاكسات أصابعه وسخونة شمسه الناحلة مهما يكن لم أتأسف على يوم رتيب مضى لا بد أن أغسل الوقت بعريي سأستدعي الليل لا بد أن أستمتع كي لا أهرم مبكراً.
***
هل سيسمعني أحد أنا المتوتر ببهجتي الآخرون جميعاً دون اعتذار انصرفوا هل أنتظر رثاء سأمارس غروري وأوقد شمعة ستأتي المخلوقات البائسة من النوافذ المفتوحة لبهجتي الأزلية.

 

تعليق عبر الفيس بوك