في ندوة نظمها معهد الشارقة للتراث ومركز التراث العربي

مندور يطالب بتنويع الفعاليات استثمارا للمدن التراثية

...
...
...
...

مسقط – الرؤية

دعا محمد مندور الباحث في التراث ومستشار وزير الثقافة المصري السابق إلى إقامة مزيد من الاحتفالات الشعبية والدينية في المدن التراثية العربية وعدم الاكتفاء بكونها مزارات سياحية فقط. وقال خلال ندوة نظمها معهد الشارقة للتراث ومركز التراث العربي بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحت عنوان "الاستثمار في التراث" ، إن التراث جزء من تاريخ الأمم ومن واقعها الذي يجب أن يعاش وأن يصبح جزء من نسيجها المعاصر والمستقبلي، فلا نتصور أن يتحول وسط مدننا إلى متاحف فقط أو مناطقنا التراثية إلى مواقع للمناسبات والزيارات السياحية فقط ، بل نريد أن تعود تلك المواقع التي كانت تعج بالحياة لتلك الحيوية التي كانت عليها في الماضي وأن تساهم في صنع اقتصاد محلي نشط في الحاضر للمستقبل.

وأكد مندور أنه لابد من العمل على إعادة الاحتفالات التراثية القديمة مثل مواكب استطلاع هلال شهر رمضان وعيد الفطر، والاحتفالات التراثية التي ارتبطت بالأفراح والمناسبات الدينية المختلفة، فتلك الاحتفالات لها عائد سياحي مهم، وبالتالي لابد من التفكير في توظيف التراث جنبا إلى جنب مع عملية ترميمه، حيث أن الآثار التي يتم ترميمها وتترك دون توظيف ينتهي بها المطاف للدمار مرة أخرى.

 

وأشار مندور إلى ضرورة فتح المجال لمصممي الأزياء لاستلهام ازياء من عناصر التراث، مشيرا إلى أن هناك تصاميم أوروبية مستوحاة من التراث المغربي والفرعوني، وأن بيوت ازياء عالمية تستلهم كثير من عناصر تراثنا في خطوط أزيائها. وتابع: هناك الكثير من الدول بعد ترميمها للآثار تفتحها للتصوير التلفزيوني والسينمائي، سواء كان للمسلسلات الدرامية أو الأفلام السينمائية، وبالتالي يتحقق من ذلك دعاية للدولة، حيث تتكون صورة ذهنية عن الدولة من خلال تراثها في عقول كل من يشاهدون تلك الأعمال على مستوى العالم.

 

وطالب مندور بفتح المناطق التراثية للتصوير التلفزيوني والسينمائي سواء كان للمسلسلات الدرامية أو الأفلام السينمائية، ودعوة المخرجين وكتاب السيناريو لحضور الملتقيات والمؤتمرات والاحتفالات التراثية، مؤكدا أن إدخال التراث في صناعة السينما يصنع صورة ذهنية جيدة للدولة ويوفر ملايين الدولارات التي تنفقها الدول على الدعايا لها في الخارج.

وقال مندور: من الضروري الاهتمام بالأثر من أجل البشر ، وتوظيف الآثار والحفاظ عليها من أجل التنمية. فما أبدع الآثار غير البشر، وما كانت للآثار أهمية بدون البشر أيضا". وأضاف أن من أساسيات الحفاظ على التراث توظيفه وجعله بمثابة قيمة مضافة للمجتمع سواء اقتصادية او اجتماعية أو تربوية وتعليمية. بمعنى أنه عند التفكير في ترميم الآثار لابد من التفكير أيضا في العائد منها على المجتمع، وذلك لا يعني العزوف عن ترميمها، ولكن لابد أن يقترن ترميمها بالاستفادة منها وتوظيفها سياحيا وتعليميا واقتصاديا، عن طريق أن يكون هذا التراث خدميًا ويفتح مجالات عمل للمواطنين. ومن المؤكد أيضا ان الاستثمار في التراث ضرورة وإقامة المشروعات الاقتصادية حول المناطق التراثية بشكل لا يضر بها بل يضيف إليها ويحافظ على عناصر التراث الإنساني.

 

تعليق عبر الفيس بوك