في "تايشونج الدولي للزهور".. البيئة منتج سياحي يجذب محبي الجمال من حول العالم

الرؤية – نجلاء عبدالعال

يتوافد ملايين الزوار على مدينة تايشونج التايوانية على مدى الأشهر الخمسة الماضية وحتى 24 أبريل الجاري للاستمتاع بمعرض تايشونج الدولي للزهور، وهو ما يُجسد قدرة المدينة التايوانية على تقديم البيئة كمنتج سياحي يُسافر له الناس من أنحاء العالم، حيث يُعد معرض "تايشونج وورلد فلورا" الحدث الأضخم سياحيًا في المدينة وأكبر معرض للزهور، حتى بات معلمًا من معالم تايوان وإحدى وسائل زيادة مكانتها الدولية، نظرا لعدد الدول المشاركة في المعرض وتنوع الضيوف الذين يحضرون للمُشاركة فيه.

وحرصت رئيسة تايوان تساي انج ون على إلقاء كلمة في حفل افتتاح المعرض أمام عشرات الفرق الفنية من حول العالم، كما شاركت السلطنة مع باقي الدول في مسابقة "حدائق العالم" ضمن أنشطة المعرض الذي يختتم يوم 24 أبريل الجاري، بما يتيح الفرصة للزوار للاطلاع على النباتات العمانية والتنسيق البيئي الذي تميز به جناحها.

وما يُميز معرض الزهور العالمي في تايوان تركيزه على ثقافة الاستمتاع الروحي بالبيئة والطبيعة وتنبيهه الناس المشغولين دائماً بحياتهم المتسارعة بأن حولهم جمال يستحق أن يُرى وأن يستمع إليه أيضًا، وهو ما يفسر شعار المعرض "صوت تفتح البراعم". ويدعو المعرض من خلال شعاره كل البشر إلى التفكير في العلاقة الحميمة بين الإنسانية والطبيعة والاستماع بعناية إلى الرسائل التي تنقلها الطبيعة الأم، وإعادة اكتشاف الخضرة، "Nature and People" وهو الموضوع الرئيسي للمعرض هذا العام.

ويضم معرض تايشونج الدولي للزهور، أكبر زهرة صناعية ميكانيكية في العالم أطلق عليها "صوت تفتح البراعم" بارتفاع 15 مترًا، وتعد زهرة "صوت التفتح" إنجازا بشريا يحترم الطبيعة ويحاول أن ينقل صوتها للناس، فالزهرة العملاقة عبارة عن كرة مكونة من 697 زهرة ميكانيكية، ومزودة بمحرك كهربائي، ونظام إضاءة وصوت، إضافة إلى أكثر من  170 ألف عنصر، تعمل معا بتناغم مع التغيير في قوة الضوء الطبيعي، أو الأضواء الكهربائية وتنبعث منها أصوات مع كل حركة بما يمثل أصوات التفتح والبراعم في الزهور.

وتم تصميم حركات الزهور الميكانيكية لمحاكاة النباتات الطبيعية والتحرك وفقًا لتغير ضوء النهار والرياح، بحيث تترجم حركة الرياح فيها وضوء الطبيعة إلى موسيقى عذبة، وأكد عمدة مدينة تايشونج لين تشيا-لونج أن معرض النباتات يمثل حدثا مهما للمدينة التي تحولت إلى مدينة حدائق تعبيرا عن تقدير سكان المدينة للبيئة واحترامهم لجمال الطبيعة وحمايته.

ويلفت الإقبال الذي شهده المعرض وفرص العمل التي خلقها الانتباه إلى ضرورة النظر بجدية لهذا النوع من السياحة التي تعتمد على البيئة، حيث تميز المعرض باعتماد مفهوم رئيسي يحرص على "اكتشاف الناتج القومي الإجمالي: الأخضر والطبيعة والناس". وتبلغ المساحة الإجمالية للمعرض 60.88 هكتار، ويضم 4 حدائق ترفيهية، وتُسلط الحدائق الضوء على الحفاظ على البيئة والإنتاج في بيئة طبيعية يتم الترويج لها كوطن للزهور والفواكه.