ترجمة- رنا عبدالحكيم
كشف تقرير لمجلة فورين بوليسي أن ثمة تجاذبات إقليمية لدول خليجية وعربية قد تهدد المسار الانتقالي نحو الديمقراطية في السودان، في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير بعد نحو 30 عاما على رأس السلطة.
وذكر التقرير أن بعض المحللين يرون أن استقالة وزير الدفاع عوض بن عوف بعد 30 ساعة فقط من إعلانه عزل البشير، تشير إلى أن القيادات داخل المنظومة العسكرية وقوات الأمن لا تزال تتنافس على السلطة من وراء الكواليس. وأشار التقرير إلى فصيلين على وجه الخصوص؛ أحدها يضم مسؤولين عسكريين لهم صلات مع مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، ومن بينهم بن عوف وصلاح قوش رئيس المخابرات السودانية المستقيل والذي تمت إحالته للتقاعد، وفريق آخر يحظى بدعم من قطر وتركيا، الدول التي تضغط من أجل المزيد من النفوذ في السودان في امتداد لمنافساتها الإقليمية مع دول الخليج الأخرى.
وقالت سوزان ستيجانت مديرة برامج أفريقيا بمعهد السلام بالولايات المتحدة: "لم يتفق أحد على من سيشارك ومن سيخرج (من السلطة)". وأضافت "هناك خطر من تصاعد العنف من النخب العسكرية".
وقال بايتون كنوبف الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي عمل في السودان إنه يتعين على الولايات المتحدة التركيز على ضمان عدم تأثير التنافس الإقليمي على السودان، مضيافا: "السيناريو الكابوس هو أن تتشابك القضايا المختلفة في الشرق الأوسط مع الوضع في السودان". وتابع قائلا: "الولايات المتحدة لن تحل هذا الأمر من تلقاء نفسها، لكن يمكنها أن تقود إجماعًا دوليًا إلى انتقال السلطة بقيادة مدنية.
وقالت ويلو بيرجيد الباحثة في شؤون السودان بجامعة نيوكاسل الأمريكية إنه في الأشهر التي سبقت إزاحته، كان البشير يجري محادثات مع القطريين والسعوديين من أجل المزيد من المساعدات الاقتصادية، في محاولة منه لتأجيج التنافس بين الخصمين الإقليميين. وأضافت أن الضباط العسكريين الذين يحكمون السودان الآن قد "يحاولون القيام بنفس اللعبة".
وفي واشنطن، دعا المسؤولون الأمريكيون إلى انتقال ديمقراطي للسلطة في السودان، لكنهم امتنعوا حتى الآن عن القيام بدور محوري والتوسط في الأزمة.
وفي الأثناء، دعا تجمع المهنيين السودانيين في بيان إلى تسليم السلطة فورا لحكومة انتقالية مدنية يحميها الجيش وقال إنه سيواصل الاحتجاجات لتحقيق أهدافه. وقال البيان "يؤكد تجمع المهنيين السودانيين تواصل الاعتصام، وممارسة كافة أشكال الضغوط السلمية من أجل تحقيق أهداف الثورة بتنزيل الرؤى والتصورات الواردة بإعلان الحرية والتغيير، وذلك بالشروع فوراً بتسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية متوافق عليها عبر قوى الحرية والتغيير ومحمية بالقوات المسلحة السودانية".
ويواصل آلاف المحتجين السودانيين اعتصامهم أمام وزارة الدفاع للضغط على الجيش لتسريع الانتقال إلى الحكم المدني. وقال رئيس المجلس العسكري الذي حل محل الرئيس السابق عمر البشير بعد الإطاحة به يوم الخميس في أعقاب ثلاثة عقود له في السلطة إن حكومة مدنية ستتشكل بعد مشاورات مع المعارضة. وطالب تجمع المهنيين السودانيين، الجهة الرئيسية المنظمة للاحتجاجات التي أدت إلى سقوط البشير، بأن يشمل المجلس العسكري الانتقالي مدنيين وضغط من أجل إزاحة المقربين للبشير. ودعا إلى "إعادة هيكلة جهاز الأمن والمخابرات بما يضمن له القيام بدوره المنوط به وحل ميليشيات النظام".