قصص قصيرة جداً ـ علي السباعي

علي السباعي | العراق
 

إجازة
سوق صديـقٌ لــــي أخــرس، أمنيتـُــه، أن يقَود سيـــارةً، أشرتُ له بمعنى لـِــمَ لا تقود سيـــارة؟ أشـــار بيده متحسراً إلى أُذنيه.



اعتراف
قابلني صديقُ والدي… كانَ زنجيا فارعَ الطولِ… دميمَ الشكلِ… أعضـبَ اليــد… يرتدي ألزيَ العربيَ… وكنتُ أنا صبيــاً وسيماً جــدا… حلوَ القوام… انحنى عليَ وقبلني… فبكيتُ بكاءً شديدا من شكلهِ القبيح… روى لـــي عندما كبرت أنــه يومها ذهبَ إلى منـــزله، وقَبل زوجتَه في جبينِها، وقال لها أشكركِ لأنكِ تَحَملْتِ شكلي الدميم.

 


أمنية
جاءني جاريَ الأخــــرسُ،من إشاراتــِه عرفت إن له أولادا يتكلمون،وأملُه أن يسمعهم يتحدثون ويتـحدث معــــهم مثل بـــاقـــــــي البَشـَـــر.


 

تجار ميزوبوتاميا

دلفتْ إلـى مقهى التجارِ… امرأةٌ مقوسةُ الظهــرِ… تستجدي… لــــم يُعْطِها احدٌ شيئاً… ألحـت فـي طلبهِا… نَهَرَها صاحبها أخرجــي… ألا تخجلــين… أنتِ وسطَ الرجال… عيب…؟ قالتْ بمرارةٍ وحزنٍ غريبين في أثناءَ مغادرتهِا و كانت تَهُز يدهــا اليمنـــى باستهـــزاءٍ قَـــــلَ نظيـــرهُ وأينَ همْ الرجال؟ـــــــــــــ ميزوبوتاميا تعني بلاد مابين النهرين.
 


عرس
قبـيـل زفافِهما… عريسٌ ينتظرُ عروسَه أمــام مصففةَ الشعرِ… تســـودُ شـــارعَ الكــرادةِ فرحةٌ ملونــــةٌ… بأحــلى الأغــاني والرقصــات… انفجــرتْ ســـيارةٌ مفخخةٌ… هــَزَتْ بغدادَ… راح ضحيتَها أنـاسٌ كُثــْـرٌ… عَمَدَ أهـــل العروسين إلى زفافهما بموكبِ عُرْسٍ جميلٍ إلــــى مقبرةِ وادي السلام.



مساعدة
أعمــلُ نجاراً أمامَ إعداديةٍ للبنــاتِ… انتمي لأسرةٍ فقيرةٍ… أمـي مُطَلَقَةٌ… أبي متزوجٌ من أخرى… أعيشُ في كَنفِ جدي لأمي. أحببتُ طالبةً جميلةً جداً….. اتفقنا أنا وحبيبتي على الزواجِ… رفضَ أهلُها طلبي… طلبتْ مني أن أستعينَ بِمُدرِّسة قريبةَ جداً منها… حَـدثْتُها لمساعدتِنا وإقناعِ أهلِها بالزواجِ… قالــت لي دون مقدمـات أنا جاهــزةٌ… عندي بيتٌ باسمـي… وذهب… لـِمَ لا تتقدم لِخطْبَتي؟ . وافقت فورا وتزوجتُ المُدَرّسة.



آخر زمن

بعـــــدَ انتهاءِ صلاةِ المغـــرب، خـــرجَ إمــامُ المسجد بدشداشتــــهِ البيضــاء ولحيتــــهِ البيضــاء الطويلــــة الممشطةِ بعنايةٍ، وَجَدَ احدهُم يتبولُ على جدار المسجد الأبيض اللون، فقال بغضــب منفعلاً وهو يغادر المدينة نهائيا بعدما صفق يدا بيد مدينةٌ يبال على مساجدها لـــن أبقى فيها أبدا.

 


إعلان
شابٌ جالـــــسٌ علــى كرسيِ خيــزران عند مدخـــلِ مقبــرةِ، وقد عَلَق خلـــفَه لافتة تُشير بســــهمٍ مُصَّوبٍ ناحَية رأســـــِـه، كٌتِب عليها بخط الرقعــــة الرقيق شاب صغير بعمر الزهور يريد الزواج.



بلدةٌ ميتة ٌ

الناسُ في بلدتنا الطيبة يتشاءَمون مــن صوتِ البلابل، إنهـــــم يكرهونَها. ويتفاءَلـــون بنعيقِ الغربـــــان ِ، يحبونَها، وتجدَهـــــا عندهـــم مدللــةٌ جــــداً، تمــلأ ألأمكنــــة كلهـا، عجيـــبٌ أمـرُ أبنائهـــا يغتالــــون البلابــل الصادحـــــة المغــــــردة؟



حمار ضائع

رجـــلٌ رثُ الثيــاب يبحثُ عن شيءٍ مــا في ســـوقِ المدينة، وبيده حبــلٌ متســخٌ، أعترضتــُه قائـلا عم تبحث؟ بادرني قائلا بترقب عن حماري. قلتُ له وما هذا بيدك؟ قال بثقة حبل حماري. قلـت جادا بعد أن أخــذت منــــه الحبـل ووضعـته في عنـقي اسحب. فانا حمارك.



كتوم
رجل كتوم… تزوج على امرأته سراً… علمت بزواجه… ذهبت إليــه وقتلته.


وفاء
كانت فــــي باحــــة منزلنا نخلةٌ وحيدةٌ مثمــرةٌ كأنهــا امرأةٌ عراقيةٌ طويلةٌ وزاهيةٌ زرَعها والدي مذ كـــانَ فتيـاً، وتوضأَ فَوقها في أثناءَ غرسها، وكان دائما يتوضأُ بجانبهِا حتى كبرت،انكسرت نخلتهُ مــــن قمتِهـا النامية وماتت فـــي اليوم نفسهِ الذي مات فيه غارسُها



تحقيق
قام جنــودُ الطاغيةِ بقتل كل ماشية فَــلاح جنوبي كهـــل نحيــف قصيــر ذي عينينِ سومريتينِ شجاعتيـــن ذكيتين، وعمــــدوا إلــــى هـــدم داره بــجرافاتــــهم، خَيرَّوه بين الاعتــراف أو إعــــدام أبنائـــه أمـــــام عينيه. رفــــض. أعــــدم الجنود أبنائه الثمانية رميـــــاً بالرصــاص وأمــــام عينيه المتحديتـــين. لأنه كان معارضـا.



دار للبيع

بائعُ سجائر في حي راقٍ من العاصمة… أمامه مسكنٌ فخمٌ يملكه طبيبانِ معروفـانِ يعملان في مدينةِ الطبِ… معروضٌ للبيع… ذلك ما تشيرُ إليه اللافتةُ المعلقةُ علــى بابهِ… شاهدَ أكثرَ مــن شخصٍ يأتي بسيارةٍ فاخرةٍ فارهـــةٍ يدخـلُ الدارَ ولا يخـــرُج منهــا وسيارتهَ يأخــذُها شخــصٌ مــا ويغادر… ارتـاب بائــعُ السجائر واخبــرَ الشرطـةَ… بعــد مراقبةِ الدارِ اتضــح الأتي إن منزلَ الطبيبين المعروضَ للبيــع فيــه طابقٌ أرضــيٌ جُهِــز علـى شكلِ صالةٍ للعمليات متطورةٍ جدا ويحتوي على أرقى المُعِدات الطبية ألحديثة وكذلك ثلاجة لحفظِ الأعضاءِ البشرية.



سِنة ٌمِنَ النوم ِ

راعٍ خَرَجَ لرعيِ ماشيتهِ، أخذَ منهُ التعبُ مأخذاً، أنهكته حرارة وقسوةَ الشمس واستبدَ به العـطشُ،غفى تحت ظلِ شُجَيْرَةٍ تقيهِ هجيرَ الشمسِ حرارتهِا، امتدتْ إغفاءتُه إلــى نومٍ عميقٍ. عندما أفاقَ من نومِه،وجـدَ كل ماشيته قد اختفت، قال مُحدثاً نفسه كأنني لست أنـا. عند ذاك قرر أن يعود إلى النوم.



طيور اليانصيب

 بائعُ سجائر أَدْمـَــنَ شــراءِ أوراقِ اليانصيــب… كــانَ مَهْووُساً بالفــوزِ… لـــم يربْح قــط… قبالتُه تاجـــرٌ ثريٌ يبيــعُ الملابــسَ بالجملةِ… جاءه بائعُ اليانصيبِ مسرعــاً فَرِحــاً لقـــد ربحتَ جائزة اليانصيب الكبرى هُــرع إليـه بائع السجائر ســائلا كيـــف فزتَ وأنتَ لــم تَشْتَرِ غيرَ هذه البطاقةِ الوحيدةِ؟ . أجابـــهُ التاجـرُ باسماً مــن ليــس علــى حائطهِ طيورٌ… لا تأتي إليه بقية الطيور لتحط َعنَده.

 


عقوبة
ضابطُ شرطةِ حدودٍ يُمسكُ بمَِهربَيْن… شيخٌ وشــابٌ… يربطهُما مع بعضِهما ظْهراً لِظْهر… يَسْكبُ عليهِما مــاءً بارداً ويتركُهما فـــي العراء ليلــةٍ شتائيةٍ قارسةٍ جدا… صباحــا وجدوا الشيخَ ميتا، والشــابَ مصاباً بالشلل.



قاطع طريق

شقيٌ كان يقطعُ الطريقَ على الناسِ ليأخذَ منــهم إتــــاوةً أيامَ شبابهِ، أصيب بالشلــــلِ نتيجةَ مشاجرةٍ مـع احدِ الأشقيــــاءِ أجْلَسَتْهُ على كرسيٍ للمعاقيـن،صارَ كُل من يمرُ به من النــــاسِ يبصُق في وجهه.


 

حكمة
رجلٌ في عقده الخامس يجلس أمام دكانه في عمارته ذات الطوابق الخمس… أتاه شحاذٌ بعـــمر ينوفُ على الخمسين… حدثهُ صاحبُ العمارةِ وأعطاهُ مبلغاً كبيرا مــن العملاتِ الورقيـةِ… بعد فترةٍ استغرقت نصفَ ساعة أطل عليه شحاذُ ثانٍ بعمر الستين… حدثـه صاحبُ العمارة الثري وأعطـاه مبلغا من المالِ… كنت أراقبهُم… جاء إليه شحاذٌ ثالثٌ بأسمالٍ باليةٍ وبعمر ناف علـى الستين… ســأل التاجرُ الشحاذَ المسن ذا اللحية البيضـاء الكثة… ثم صفعه بكفهِ… فزِعَ الشحاذُ المسكينُ هاربا من هولِ ألصفعة… اقتربتُ مـــن التاجرِ سائلا أراك قد أعطيت الشحاذين الأول والثاني مبلغا من المال وصفعت الثالث؟ أجابني التاجر قائلا سألتُ الشحاذَ الأولَ كـَم مَرَّ عليكَ من الزمن وأنت تشحذُ.. فأجابني خمـس سنــوات فأعطيتهُ مالا ليكَوَّن نفسـهَ… وسألتُ الشحـاذَ الثاني السؤال نفسه فرد علـي ســت ســنوات فأعطيتهُ مبلغاً مـن المال ليكوِّن نفسهَ… وسألت الثالث السؤال ذاتــه فأجابني… نحو ســتَ عشرةَ سنةً… فصفــعتهُ بقــوةِ. بادرته بالسؤال مستغربا لـماذا صفعتـهُ؟ أجــابني بفـخر لأنني كونتُ نفسي بستِ سـنواتٍ من التسول.


 


دكتاتور
كــــــــــان… أثنــاءَ مـــرورِ موكبـهِ الرئاسي فـــــي شوارعِ الأحــياءِ الشعبيـةِ الفقيــرةِ مــن عاصمتــــهِ، وفقــراءُ الشعــبِ يحيونَ موكبـهَ، يأمر سائقهَ بـــان يغلــقَ زجــــــاجَ نافذتـِـه، قائـــلاً لكــــي يمنع الزجـاج عـــواء الكــــــلاب فيرتد عليهم.



طِبُ جدتي

كانت جدتي عندمَا يمْرَضٌ احدُنا تتبولُ على رجلهِ.. لكي يَشْفى.


 

عزلة
كاتـبُ قصةٍ قصيرةٍ يدعى علي السباعي… تَعِبَ من الناسِ ومن الحياةِ … آثر الجلــوسَ في مقهى يؤمهــا الصــمُ البكـــمُ وســـطَ مدينــة الناصريــة… وذلـك كمــا يدعــي السباعــي حتى يكون فيها عقليَ صافياً ومرتاحاً.


 

غرابة
رجـلٌ قرُوي يبحثُ عـــن دشداشتِه… عندمـــا ذبحوا بقرتــَه الوحيدةَ وجدوها داخـــلَ كِرْشَتِهـــا.



مُضيف الذئاب

بدويٌ التقيتهُ في صحراء أور… ضَيَّفَني ليلاً… راحــت الذئابُ تعوي… راحَ يـُـرْسِل لـكــلِ ذئبٍ يعــوي نعجةً مــِن نعاجهِ… قـائلا لا أريــدُ جائعـــاً قــربَ خيمتـــي يعـــوي.



أرملة
زمـنَ الحرب. كنـا نقفُ طوابيرَ لشراءِ الخبزِ، كـــــانَ الناسُ يصطفــونَ صفيــن اثنين… صفاً للنساء وآخر للرجال، كان طابورُ النسوة طويلاً جدا كـأنه أفعى سوداء، وصـــفُ الرجالِ يتكونُ مــــن ثلاثةِ أشخاصٍ مسـنين وأنــــا، جـــــاءت أرملـــةٌ و اصطفــتْ فــــي طــابورِنـــا، خلفــــي مباشــرةً، أمرهـَــا صــاحبُ المخبز المصــريِ الجنسية أن تقفَ في طابورِ النســاءِ، فقالتْ بحدةٍ وهي تٌعَدِّلُ من وضعِ عباءتها السوداء الكالـحة وهــل هنالك رجـــال حتى أقف في صفهــم.



رأي
دويٌ هائلٌ هَــزَ قلبَ العاصمـــةِ… إثـرَ انفجــارِ سيـــارة ٍ مفخـخةٍ… تناثرتْ أجســادُ المارةِ… انهــارتْ واجهــاتُ ألأبنيـــةِ المحـــيطةِ… تحطمــت السياراتُ… بدأنا بلـم أشــلاء النــاس… عثرتُ على قـَـدَمِ رجـــلٍ يمنى يغــطي ظاهرَهــا وشــمٌ ازرقُ ملطخٌ بالدماءِ والوحـــلِ… مسحتُهــا بباطنِ كفي اليمنى كُتِبَ بالوشمِ الأزرقِ كلُ النساءِ تحتَ قدمي ما عدا أمي.



محارب
جنديٌ بزيِ القتالِ…كانَ جالساً بكاملِ عُدَّتــِـــهِ الحربية وسطَ جثثِ زملائهِ القتلى واضعاً بسطالــهَ الأســـودَ الثقيـــــل المُدمـــــى علـــــى صـــــدرِ جثــةٍ مُشَوهةٍ مدماة وهو يكــرعُ من قنينة شراباً ما، كإشارة علــــى مــا يشعـــر بــــه مــن أمــــــان.

 

اشتباه
عرائسُ ببدلاتِ الزفافِ مثــــلَ حمــــائمَ بيــــضٍ… ينتظرنَ أمام مديرية الأمــــن لاســـتلام جثث عرسانهن الذين اعدموا ليلـة زفافهــم لأنهــم يحملـون الاسمَ نفسهَ لشخصٍ أراد اغتيالَ الطاغية.
 


رزمة أسئلة َ

جـارُنــا الهاربُ مـــن الخدمة العسكرية… كــان يسكر كل ليلــة مــن ليالي حــرب ألثمانينيات حــد الثـَـمَل… يبدأ بعتاب أمـــه لِــمَ ولدتِني في قارة آسيا… لِـمَ ولدتني في العراق… لِـمَ ولدتني فــي الناصرية… ولِمَ ولدتني فـي شــارع عشرين… ولِـمَ أنا هارب؟


 

جثة:
معركة كنتُ جُنديا في الأهوارِ… اخترقت قطعـــــاتُ العدوِ الهورَ في منتصفِ الليلِ… الظــلامُ حالــــكٌ… إستَمكَنتها قطعاتُــنا الباســلةُ وأطلقتْ عليها وابلاً مـن صـنوف الأسلحة كافة… وعولجـت قطعاتُ العـــــدوِ بنيرانِ أسلحتِــنا الخفيــفة والثقيلــةِ… صباحـاً اتضحت الرؤية جيدا… لونُ مياه الهـور أحمر… لم نجد جثــة أيٍ من جنــــود العدو… ما وجدنـــاه كــــان جثثاً لقطيع من الخنـــازير.



ثأر
جـاهــدَ جدي ضــدَ الإنكليز… كــان يقتلُ الجنديَ البريطانيَ ويأخُذ سـلاحـَه وعتاده ويدفنُه في بستانِه ويزرعُ فوقَ جثتهِ نخلــةٍ… صــارت فسيلاتُ النخيل تمــلأ بستانهَ… تحـتَ كلِ تالةٍ يرقدُ جنديٌ انكليزيٌ قَتـــلهُ جــدي… غــادَرنا البريطانيـــون… كبـرَ النخيـلُ… مــات جدي… كبرنا… شاخ نخيلُنا… احتلّنــا الإنكليزُ ثانيــةً… قامــوا باقتلاعِ كل نخيل جدي.


زائر
حربُ الخليج الثانية… شابٌ، وزوجتهُ الشابة، وطفلتُهما ذات الربيعين… نيام… اقتحمت شبـاكَ غرفتهم شظية قنبلـة أطلقهـا مدفعِ ما وقطعتهم… كُلَ جَسَد صارَ نصفين.



جندي

بعد انتهاء المعركــــة، جندي يخــرج مـــن كيس الموتــــى ويقول لزملائــه مهـــــــــلا مــــــازلـــت حيـــــــاً.



قطيع الماعز

بعد عامِ ألفين وثلاثة… مَرَ قطيعٌ من الماعِز الأبيضِ باستثناءِ عنزةٍ واحدةٍ كانت بلونٍ اسوَد في الشارعِ الرئيسِ لمدينتِنا… ارتبكَ قطـيعُ الماعــزِ مذعــورا وَفرَتْ العنــــزةُ السوداءُ خائفةً من مرورِ عجــلاتِ الفرقةِ المجوقلة مئة وواحد الفرقة القذرة التي تحتلُ مدينتــَنا. راح راعـــي الماعـــز يجري وراءَ عنــزتهِ الســوداء حتى امسكها… انهــالَ يضربُهــا بعصاهُ بقــوةٍ وعنـــفٍ لأنهــاَ رفضَــت المسيرَ مع باقي القطيــع… تَدَخــلَ شابٌ من أهالــي المدينة مفتول العضلاتِ بإبعـــاد الراعي عــــن العنــزة السـوداء… وحملهــــا بين ذراعيه واحتضَنهــا بقــــوةٍ وراحَ يُمْطـِــرُها بوابلٍ مــــن القُبـــل… كــان جنودُ الفرقةِ القذرةِ ينظرون إليه بتعجبٍ وهو يهتُف في وجوههم يقولـــون إن التفــرقةَ العنصـــريةَ موجودة في أمريكـــا… لا… إنهــا موجـــودة هنا وهـــو يشيـــرُ بسبابتــِـه إلى راعــي الماعــزِ.



حظ عاثر

تهدم منزل صديقي الكائـن خلف الفندق الذي رسمت على أرضيـة مدخله صورة بوش الأب… نتيجة قصف القوات الجوية الأمريكية لهذا الفندق… أصيب صديقي بالقصف وطار نصف قحف رأسه… رقد في المستشــفى سنه ونصف السنة… تركته زوجتـه وقد أخذت معها أولاده… هو ألان يشحذ في الشوارع .

 

قناص امرأةٌ

قلعت ريحُ السَموم النخلـةَ الوحيدةَ في حديقةِ منزلِها… علمـــت أن عزيزاً عندهـــا سيموت… فإذا زوجها قتلــه قناص أمريكي خطأً.

تعليق عبر الفيس بوك