في دراسة أعدها المركز الوطني للبحث البيئي

المخلفات البلاستكية الأكثر انتشاراً وشواطئ قريات وبركاء تسجل أعلى معدل للتلوث

...
...
...
...
...

 

 

الرؤية - محمد قنات

أظهرت نتائج دراسة أعدها المركز الوطني للبحث البيئي تحصلت "الرؤية" على نسخة منها أنّ المخلفات البلاستيكية هي الأكثر انتشارا، ومخلفات الأخشاب هي الأكثر وزنا وأنّ أعلى معدل لأعداد التلوّث رصد في شواطئ ولايتي قريات وبركاء.

وذكرت الدراسة البحثية التي أعدها أحمد بن جابر البوسعيدي (باحث أول حياة بيئية بحرية) وعبدالحليم بن عبدالله الراشدي(مهني حياة برية) أن المخلفات البشرية على الشواطئ وفي مياه البحار والمحيطات أصبحت أحد أكبر مصادر القلق على الحياة البحرية، وذلك بسبب تأثيرها المباشر وغير المباشر على التنوع الأحيائي، وعلى صحة الإنسان، كما أنّها تضر بالأنشطة الاقتصادية مثل السياحة والصيد، وغيرها من الأنشطة التي تعتمد على المياه والشواطئ في استدامتها، حيث قام المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، بإعداد دراسة علمية تستعرض حجم وكمية الحطام البحري في السلطنة، متخذًا من 13 شاطئا في محافظة مسقط وولاية بركاء، نموذجا تعطي مؤشراته دلالة عن حجم النفايات على الشواطئ العمانية، وأعدادها وأوزانها، والطرق المثلى للتعامل معها، واشتمل البحث على مرحلتين، الأولى وهي مرحلة استبيان، حيث قام باحثو المركز بطرحه على مرتادي الشواطئ، والثانية تختص بعمل مسح ميداني للنفايات في المنطقة موقع الدراسة.

يأتي الاستبيان لدراسة الكفاءة البيئية الـ 13 شاطئ على خط ساحل محافظة مسقط وولاية بركاء بطول 125 كلم بهدف دراسة عدة مؤشرات مثل مستويات النظافة العامة للشواطئ، ومؤشرات النفايات الأكثر شيوعًا، ومؤشرات أولويات تحسين النظافة، والآلية المستخدمة في نظافة الشاطئ، ومؤشرات الثقافة العامة، وشارك في الاستبيان حوالي 105، تم اختيارهم من الشواطئ المستهدفة، بشكل يتناسب مع عدد السكان، حيث بلغ المشتركون من شواطئ ولاية بوشر حولي30 شخصا، نظرًا لأنّ الولاية هي الأكثر كثافة سكانية في محافظة مسقط، كلما تم طرح أسئلة الاستبيان باللغتين العربية والإنجليزية، وتم اعتماد التحليل الكمي والوصفي لضمان أفضل نتائج للاستبيان، وبلغ نسبة الذكور المشاركين حوالي 60%، مقابل 40% من الإناث، جميعهم بمستوى تعليم جامعي.

وتضمنت نتائج الاستبيان أنّ النفايات المتخلفة من بقايا الأشجار والأخشاب، هي الأكثر شيوعًا بين النفايات، تليها أوراق وأكياس وعلب المشروبات، فيما تحل الأجهزة الإلكترونية في المرتبة الثالثة، وأدرج الباحثون في الاستبيان عدة آليات لاستدامة نظافة الشواطئ وأبرزت الدراسة أنّ زيادة الوعي وتثقيف السكان والزوار هي المؤشر الأعلى تأثيرا.

ورأى أكثر المشاركين أن الكنس اليدوي أكثر وسائل التنظيف وجمع النفايات شيوعاـ حول توفر أكياس وحاويات القمامة في الشواطئ، أجاب المشاركون بأنّها متوفرة إلى حد بنسبة 36.2%، كما تطرق الاستبيان إلى سؤال حول شكل النفايات حيث وضعوا عدة خيارات وهي " ملقى بصورة عشوائية على الأرض" و "تلقى في حاويات مخصصة محكمة الإغلاق" و "تتدلى من الحاوية بصورة عشوائية" حيث كانت النسبة الأعلى لملقى بصورة عشوائية على الأرض بنسبة 48.6%. كما أن 35.2% من المشاركين رأوا أنّ مستوى النفايات على الشاطئ تتزايد يوما بعد يوم.

وأجرى الباحثون مسوحات ميدانية على13 شاطئا في محافظة مسقط وولاية بركاء، بهدف جمع عينات المخلفات البشرية البحرية (النفايات) وتحليل تلك العينات حسب الطبيعة والمنشأ والوزن والعدد، من أجل رسم خارطة تصورية لتقييم مستويات المخلفات البشرية الشاطئية الموجودة في السلطنة عمومًا.

وشملت الدراسة شواطئ محافظة مسقط، السيب، الحيل، المنومة، شاطئ وادي اللوامي بولاية السيب، شاطئ العذيبة، شاطئ الغبرة بولاية بوشر، شاطئ القرم، شاطئ دارسيت بولاية مطرح، وشاطئ قنتب بولاية مسقط، شاطئ فنس، شاطئ دغمر بولاية قريات، وشواطئ محافظة بركاء شاطئ بركاء، شاطئ السوادي بولاية بركاء.

وحلل الباحثون العينات التي تمّ تجميعها على طول خط الساحل في المنطقة المستهدفة، حيث حددت أوزان هذه المخلفات، وأعدادها، وطبيعة المنشأ الخاص بكل نوع. حيث تم تصنيف العينات حسب منشأها إلى مخلفات ناتجة من عمليات صناعية، أو أنشطة الصيد، أو استخدامات الشاطئ، كلما تم وضع العينات الأقل انتشارًا، والتي لا يمكن تصنيفها لأحد الفئات السابقة في خانة المواد الأخرى.

وأظهرت النتائج تجميع 3 آلاف و926 قطعة نفايات من نطاق 1300 متر، بلغت أوزانها 85.48 كجم من 13 شاطئا منتشرا على طول خط الساحل لبحر عمان، بلغ متوسط القطع التي تمّ رصدها في المتر الواحد بلغ 3 قطع، بمعدل وزن 65.75 جم/ متر أمام الشاطئ، فيما كانت المخلفات البلاستيكية هي الأكثر انتشارًا من حيث العدد (63%، 2 قطعة/ متر).

وكانت مخلفات الصيد (الأخشاب) هي الأكثر وزنا بلغت نسبتها 47%، بوزن31 جرام/ متروكان مدى التلوث الذي تمّ تسجيله (69- 643.5) قطعة/ 100 متر لكل شاطئ، وأوزان النفايات تتراوح بين (99.2 ـ 9.7) جم/ متر من أمام الشاطئ، حيث أعلى معدل لأعداد التلوّث رصد في شواطئ ولايتي (قريات وبركاء) بمعدل 6.4 قطعة/ متر و 4.8 قطعة/ متر، أمّا أقل معدلات التلوث فكان في شواطئ ولاية (بوشر ومطرح) بمعدل (1.5 قطعة/ متر و 0.7قطعة/ متر).

وأشارت الدراسة إلى أنّ أعلى أوزان للنفايات البحرية، رصدت في شواطئ ولاية (قريات والسيب) بمعدل 99.2 جم/ متر و94.1 جم/ متر وأقلها كانت في شواطئ ولاية (بوشر ومطرح) بمعدل 21.8 جم /متر و9.7 جم/ متر.

وأوصت الدراسة بوضع خطة واضحة للتقليل من استهلاك الفرد اليومي للمواد البلاستيكية، من خلال وضع بدائل صديقة للبيئة، وتعزيز الضوابط والاشتراطات الموجهة للمصانع والمتاجر في هذا الشأن وتشديد القوانين والإجراءات الهادفة إلى حماية البيئة الشاطئية من السلوكيات غير السليمة من قبل الصيادين خلال ممارستهم لأنشطة الصيد المختلفة كإيجاد شرطة بيئية على الشواطئ، إلى جانب دعوة الجهات المختصة لاعتماد منهج واضح، في توزيع صناديق قمامة تكون ذات جودة عالية، ومحكمة الإغلاق، على شواطئ ولاية بركاء وولاية قريات على وجه الخصوص واعتماد جدول دوري للإشراف على جودة صناديق القمامة الموزعة على شواطئ ولاية بركاء ومحافظة مسقط، والتجديد في أدوات وآلية جمع النفايات من على الشواطئ بإيجاد طرق حديثة تواكب الاستنزاف المستمر للشواطئ من قبل القاطنين والزائرين.

إضافة إلى عمل مسابقات وبرامج توعوية تهدف إلى تعزيز شعار شواطئ بلا نفايات، في استهلاك الفرد اليومي، والذي يسهم في إيقاف أو التقليل من مصدر النفايات أحادية الاستخدام، وبالتالي التقليل من النفايات المتوقع بقائها على الشواطئ التوسّع في النطاق الزماني والمكاني لدراسة تقييم المخلفات البشرية الشاطئية في السلطنة وتأثيراتها على التنوع الأحيائي.

تعليق عبر الفيس بوك