الثورة في السودان أنثى "كنداكة"

 

الرؤية – محمد علي العوض

 

الثورة في السودان أنثى.. هكذا يقول كل من يلقي نظرة على الشارع السوداني وحراكه المستمر منذ ديسمبر الماضي، فالفتيات هن الأكثر عددا وسط المتظاهرين والأقوى صوتا في الثورة كأنهن ببسالتهن يحاكين سيرة الأمازونيات (البطلات المقاتلات) ربما لأنّ النساء الفئة التي لاقت أكبر جرعة من القمع والجلد في عهد حكومة البشير، حيث تعرّضن إلى درجات متقدمة من انتهاك الكرامة، بقانون النظام العام، وأيديولوجية الحزب الحاكم، فالمرأة السودانية التي حجزت مقعدا لها في البرلمان مبكرا بالانتخاب المباشر وليس التعيين منذ عام 1965، والتي تعمل قاضية ومحامية وطبيبة منذ عقود وجدت نفسها فجأة محاصرة بقيود ما يعرف بقانون "النظام العام" الذي منح رجل الشرطة "العادي" سلطة تقدير حشمة الزي من عدمه، الأمر الذي ترى فيه كثير من النساء إجحافا" يحد من حرية المرأة السودانية "الكنداكة" التي حكمت السودان يوماً ما وتربعت على عرش الدولة الكوشية والمروية القديمة.

هذا اللقب – كنداكة- أعادته للأذهان صورة لشابة سودانية وهي تهتف (حبوبتي كنداكة وجدي تهراقا) أي جدتي ملكة وجدي هو "تهراقا" الملك الكوشي القديم، وتلقي شعرا يلهب حماس السودانيين المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش والمستمر منذ السادس من الشهر الجاري وحتى الآن. كانت الناشطة آلاء صلاح 22 عامًا طالبة الهندسة والعمارة والملقبة بأيقونة الثورة السودانية ترتدي "ثوبا" أبيض يعبر عن الزي النسائي السوداني التقليدي وتضع حول أذنيها أقراطا ذهبية على شكل قمرين، رأى كثير من رواد مواقع التواصل أنّ فيه تقديرا للثقافة والتراث الوطني السوداني، كما اعتبروا أنّ الثوب الأبيض رمزا للاحتجاجات السودانية لأنّه يجمع بين الفولكلور السوداني التقليدي واللون الأبيض وهو لون السلام والحرية؛ ففي مارس المنصرم وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة نظمت السودانيات حملة اسمينها بـ "حملة الثوب الأبيض" كتعبير احتجاجي على رفض نظام الحكم القائم انتظم عدد من الجامعات ومواقع التواصل والمنتديات الأمر الذي يؤكد أنّ "الثورة السودانية أنثى" وأنّ النساء في السودان يعملن على إعادة سيرة المرأة السودانية في المجتمع كحاضنة اجتماعية تشارك في صنع المستقبل والغد المُرتجى.

تعليق عبر الفيس بوك