هذا زمان يشبهنا


رشيدة المراسي | تونس

تركنا مقاعدنا في الحياة
لغرابيب الزمن الساقط من علوّ
لأن السماء
قد تكفّلت بأحلامنا
إلى أجل غير مسمّى
هذا زمان يشبهنا
والعدم من مقبض أيدينا يكرج دمعه
كقصيدة يتيمة في صحراء الله الكبرى
حيث لا ماء ولازرع
وحيث لا عظم يشد عضد الخيمة
ولا مواليد تنبت في رحم الحكاية
من الألف إلى الياء
تحجّرت مآقي الحروف الأبجدية
وأنكرت أهلها
تقطّعت حبال الأصوات
بترت أطراف الألسن
وبقينا نحدّق في الفراغ
ونلوك زمن الخسارات
بلا أغنية تحكي سيرتنا
و بلا نهاية
يا أمة الحكاية الموعودة
مازالت خراف الجنة واقفة
على باب المسلخ
تنتظر الإذن لها بالدخول.

 

تعليق عبر الفيس بوك