إسراء بين سجدتين


هلال الشيادي | سلطنة عُمان

يسري بيَ الحرف مني للسماوات
على براق من الأشواق في ذاتي
//
جعلت كل سطوري أنجما لمعت
تطوف بين الدياجي كالمنارات
//
رسمت فُلكا سماويا بقافيتي
في روح أحمد قد ألقيت مرساتي
//
حتى وقفت أمام النور متشحا
بالحب والشوق أشدو عزف أبياتي
//
هنا عرجت إلى مجد النبي رؤى
وقد رأيت به أنوار آيات
//
أهلا بقلبي أمام المصطفى قلما
يجري على ورق في سر نبضاتي
//
هنا كتبت على كل الربى شرفا
من مجد أحمد يعلو مثل رايات
//
بوجه مكة ما زالت مدامعه
تهفو إلى الله في غار المناجاة

المستظل بِجِذْع الحب متكئا
عزفا بأدعية لا عزف نايات
//
بالبيت حيث تلا لله سجدته
وخلفه سجدت أسراب أنات
//
فجاءه الروح بالبشرى فيا فرحا
آسى حناياه من بعد المعاناة
//
هنالك ابتهجت روح السماء فقد
مر الحبيب عليها بالبشارات
//
ترنو النجوم إليه وهي مخجلة
والبدر حياه في حب وإخبات
//
حتى السماء تغطت كلها فلقد
أمسى سماء سرت بين الفضاءات
//
يمر بين رياح اللطف فانسجمت
تلك الرياح بأنفاس النبوءات
//
وينحني الزمن الساري بلحظته
أمامه وطوى أقصى المسافات
//
وشرفة الليل تجلو من ستائرها
حتى انبرى فلقا بين المساءات

فحط يسجد في الأقصى على فرح
وخلفه سجدت كل الرسالات
//
ومن هناك على كفيك قد عرجت
رسالة الله في كل الحضارات
//
سريتَ من سجدة مكية قمرا
لسجدة القدس قدسيَ المقامات
//
ذكراك يا عبق الأمجاد ترفعنا
حتى نطير بأسراب البطولات
//
ونمسح الدمع من آلامنا فغدٌ
يوم جميل إلى آمالنا آت
//
تبارك الله من أسرى به قبسا
ما زال يسري بنا في كل أوقات
//
ولم يزل عطره في القدس يمنحنا
نورا يؤمل في جوف المغارات
//
وتاركا في فلسطين وصيته
لنا فلسطين لا للغاصب العاتي
//
وهكذا يدُ ربِّ الكون ما بلغت
نفس من الحزن تمحو كل مأساة

وهكذا من سعى يخطو بهمته
لا يأس يمنعه من نيل غايات
//
إن كانت الأرض بين الأهل ضيقة
فكن مع الله في رحب السماوات
//
نم يا حبيبي قرير العين وارنُ إلى
منابر النور في روض وجنات
//
ودَعْ لنا ما نرى ، واقبس لنا أملا
نسري به في ليالينا السحيقات
//
وازرع على جرحنا زيتون عزتنا
حتى تضيء من الزيتون مشكاتي
//
حتما ستعرج للعلياء أمتنا
للكون في يدها مصباح منجاة

 

تعليق عبر الفيس بوك