ما توقعته الشموس


خالد جمال الموسوي | العراق

العواصف المستلقية على ظهرها تفكر
فكلما نامت
ورأت النخيل بمنامها
أصابها الصرع
ماهذه الأيام التي تطوف حول رأسك
أنت لست بالحجر الأسود
فلماذا يرشقون أفكارك بالحجارة
لم أعلم بتلك الكفين التي قدت صدري
كلما شعرت به
أن يوم القيامة
انحشر بداخلي
لقد عرف القمر
أن لا يمكنه أن يدركك أيتها الشمس المتدينة
فأي حجاب ترتدينه في الليل
وتخلعينه في النهار
فإلى أي دين تنتمين أنت
أبتي كان مزارعا
يزرع النجوم والأقمار والشموس
فلما خشي على أضوائها من الأنقراض
ابتكر القواميس
يا أيها النجم الشيخ
لحيتك فاقت حجم الكون
بالأمس كنت مرشدا
والآن تسأل من يرشدني
نجل الماء هو كل هذه الحياة
يفتتح الحجب
ويبقر بطون الظلام بشموسه
بعدما نفخ إسرافيل بصوره
واستيقظ جميع الموتى
إلا موتى العراق
لا يودون أن يرجعوا مرة أخرى
ما لهذا العالم البصير
كلما حدق بالحقيقة
أصابه العمى
في كل يوم نكتشف ربا جديدا
كيف لي أن أرى
وأنا محاط بكل هذا الظلام
وطني جسد متعدد الرؤوس
الحوت الذي ارتشف البحر
ظن سكانه أنه جفّ
ونسوا أنهم في بطنه
الأرض التي بين يدي
سألقي بها في غياهب الزمن
الأكوان العالقة بفمي
سأتثاءبها جميعا
الأشجار الراكظة في رأسي
تركض معها الذكريات
العنكبوت الذي شيد بيته على فمك
هجرته الحمامة
الساعة أم عاق تلتهم أولادها في تقشف الزمن
لقد نشبت النيران بأفكارك
من يطفؤها
ولهيبها سيحرق رأسك.

 

تعليق عبر الفيس بوك