العبور إلى العدم


رشيدة المراسي | تونس

كما كنت أحب أن آوي إلى البحر منفردة فجرا
تسللت ليلا إلى الحي الأزرق جوا بلا منطاد هوائي
أفرغت كل الشحنات الخارقة في الحقل المغناطيسي
انتقيت الأجمل والأنقى والأبقى رفقا بالرحلة
هاتفت الله
هاتفت أمي
وبقية أصدقاء/ صديقات علقوا في موقعة الربيع
منهم من ترنّح من شدة السعال
ومنهم من ترك الجنة للبعير ولوّح بيد فارغة إلى السماء
واخترع مثلثا برموديا للعبور إلى العدم وغاب
حذفت كل معارفي
قطعت كل الطرق المؤدية إلى روابط الدم
واقتفيت طريق صلة الرحم الكونية بدقة
منعت كل وسائل الإتصال الأرضي
مع الكائنات المستنسخة
وأبقيت على سطح المريخ بكرا
لاستصلاحه وإعادة ترتيب حقول الزعتر
والإكليل والشيح والعرعر
بلا مبيدات بشرية بلا طائرات نفاثة في العقد
ربطتُّ الأسلاك الكهربائية إلى عواميدها
أعدت خرائط توزيع المياه إلى مجلس مدينته
كما أعدت النجوم والأهلة والصلبان إلى خزانة الكاهن الوحيد
حرّرت رقبة الناقة الأم من قيودها
نفضت الغبار عن أوراق الحلاّج وعدّلت من عمامته
فوجدت بقية مدونة نظرية انشتاين عالقة في مكتب بريد المجلس
تنتظر عودة شيخ مدينة المريخ من موكب تأبين زويل.

 

تعليق عبر الفيس بوك