سراج المساجد


أبو نبراس البوصافي | مسقط

في رثاء سراج المساجد  الوالد عبيد بن محمد المقبالي من قرية العبلة بولاية عبري وعمره 125 عاما.
ريْبُ المَنُونِ يجُوبُ في الأقْطارِ
يُفْني الجُسومَ بمنْجَلِ الأحْـرارِ
//
فتَرى النُّفوسَ تعَلَّقتْ بفِراشِها
مثْلَ الفَراشِ على لَهيبِ النَّـارِ
//
أدْمى عُيونَ الشَّمْسِ قبْلَ زَوالِها
وأرَاقَ دمْعَ قَوارِبِ الأعْمارِ
//
أرْدى كِياناتِ الهَوى بِأُوارِهِ
وأثَارَ لوْعةَ فرْقَدي ونَهارِي
//
ما زالَ يُشْهرُ في الخَلائقِ سيْفَهُ
ويُذيقُها منْ غصَّةِ الأقْدارِ
//
بحِرابِ كلِّ مُدجَّجٍ بيْنَ الوَرَى
أجْرى المَنيَّةَ دونَ أيِّ حِوارِ
//
ريْبَ المَنونِ سقَيْتَنا حرَّ الجَوى
وتركتَنا في دمْعِنا الجرَّارِ
//
وتركْتَنا بيْنَ الصَّلادِمِ نشْتكي
بعْدَ الأحبَّةِ في لظَى التيَّارِ
//
ما كلُّ نفْسٍ يسْتطيبُ فِراقُها
أو نحْتَفي ببِعادِها الخسَّارِ
//
نايُ المآقي يعْزفُ الحزْنَ الذي
قصَمَ الظُّهورُ بشَعْرةِ الأوْتارِ
//
كرٌّ وفرٌّ بيْنَ جدْرانِ الأسَى
أغْرى الفُؤادَ بشُرْبةِ الأشْعارِ
//
فإذا المَراثي لا يقرُّ قرارُها
إلاَّ بنَعْيِ سُلالةِ الأنْصارِ
//
تركُوا المآذنَ والقِبابَ وإنَّهمْ
في حُبِّهنَّ كَسائرِ الأقْمارِ
//
تركُوا البلادَ على صفيحٍ ساخنٍ
وبكاءِ جمْرٍ بالحسافةِ ضَاري
//
يا نفْسُ حسْبُكِ في الحياةِ يقُولها
وقدِ اسْتعارَ روائعِ الأخْيارِ
//
يا أحْرفَ الشِّعْرِ الحزينةِ غرِّدي
وذرِ الدُّموعَ على الحبيبِ جَواري
//
ونفوسُهمْ أوْدى الغروبُ بها ولمْ
يتْرُكْ لهنَّ منَ الوداعِ مُوارِي
//
حَفظواُ الكتابَ وأُشْرِبوا آياتِهِ
بلْ قدَّسُوهُ بِسِيرةِ المُخْتارِ
//
يا ربُّ فارْحمْهُمْ على أخلاقِهمْ
وعلى دَماثةِ منْطِقٍ وجِوارِ
//
وإلى جِنانِ الخُلْدِ أكْرِمْ نُزْلَهمْ
أنتَ الجَوادُ ومرْتَقى الأطْهارِ

 

تعليق عبر الفيس بوك