إنها الثانية والثلاثون ..!


د. أسامة الحاوي | مصر

كان الطريق مليئًا بالعثرات ..حتى مالت النفس إلى الطين ..
لكنها رعاية الله ويده ..كرمه وفضله بطيب الأصل وصلاح السلف
لا ندّعي الفهم لكن الزمن علّمنا ما لم تكن تحويه الكتب ولا الحكم
خسرتُ الكثير قبل أن أدرك معنى السباق وهدفه وقيمة السعي وشرفه
مدين لكل من أحسن الظنّ وسارع بكتفه حين اضطرب الخطو وقاربتُ السقوط
وسارع بكفيه حين منعته الظروف أن يحتضننا فبدعائه جاد وفاض ..
مدين للمحبِطين ومعوجّي الفهم والفم واللسان .. لكل من نقل عني سوء رآه أو بالغ فيه
لكل من لم أجده وقتما كان للوحدة صدى ولآهاتي طنين كان شفاؤه : أنا معك.
مدين لأبي وروحه التي تظللني وأتريض في ما زرع في القلوب والعقول من بر وعلم ورحمة
ولأمي بمعاني الحب وقيمة العطاء .. والجود والإحسان دون منٍ ولا أذى
ولزوجتي الحبيبة ..الصابرة على معتركاتي الذهنية وأمواجي المُجهدة وشخصياتي المتعددة التي لم تزل تجاهد معي بالحب النقي لميلاد جديد
ولعبدالله ولدي الذي يشابه جدّيه رقة وطيبًا ولمريم .. زينة الدنيا
مدين أنا بالكثير ..لكل من كنتُ معهم جسدًا وروحي هائمة .. ولكل من كانت روحي عندهم وجسدي في مكان لا أعرفه .. لمن غفر ذلتي وستر عورتي ووثق في ما منحني الله وتفضل بنصيحة وآثر على نفسه وبادر بسؤال ودعا بظهر الغيب وتخاطر بحرف وعانق كلمة سيلتها بدمي ودموعي ..
...
تضيع الحياة إن لم يكن للإنسان هدف وتضيع إن لم يسابق الزمن لتحقيقه
إن الحفاظ على السعي جدير بحفظ التدفق ..والانتعاش ..بخلق الفرص ..وتجديد العزيمة
بالنهوض من العثرة مهما شقّت الجباه وأنهكت القلوب ..وأما التنظير وإفراط العمق وتقعر المعاني والتفاصيل ..استنزاف وحلقة سوداء مفرغة مطموسة وسجن لبرآح يسكنك ..
...
آسف  .. لمن كنتُ لهم قدوة وتخاذلت واختُزلت واستسلمت لدوائري المغلقة ..آسف لمن كان ينبغي أن أضيء لهم شمعة في طرقاتهم المظلمة واحترقتُ قبل أن يصلوا ..
آسف لمن فلتت أيديهم حين خار الجسد .. وانقطع الاتصال بين تفاصيلي .. وإن لم يفلتهم الفلب  ولا الذاكرة  ..
شكراً لله وحمدًا له .. على عفوه ..الآن أنا راضٍ تماماً ..راض بعيوبي التي من صنع نفسي وتقصيرها وفطرتها .. وراض بواقعي الذي كنت أسخط عليه أكثر مما أعمل على تطويره
وأما الغد ..فعلى الله قصد السبيل وعليّ السعي والتوكل والتسليم "

 

تعليق عبر الفيس بوك