باحثون يقدمون رؤية مشرقة حول حقائق حضور عمان وتاريخها عبر العصور

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 مسقط ـ الرؤية

أقامتْ الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء -مُمثلة في لجنة التاريخ- بمقرها في مرتفعات المطار، ندوة حملت عنوان "عُمان في المدونات التاريخية"، بمشاركة مجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي من السلطنة وخارجها.

جاءت الندوة للكشف عن رؤية مشرقة لعمان واكبتْ حضارات عالمية في شتى بقاع الأرض؛ من خلال ما أوردته عدد من الكتب والمدونات التاريخية التي عرفت إنسان عمان وتاريخه التليد.

قدمت الندوة الدكتورة هادية مشيخي، ومن خلالها تحدثت الدكتورة بدرية الشعيبية المشاركة بورقة عمل في هذه الندوة حول عمان من خلال رؤية كتاب "تاريخ الأمم والملوك"، ومن خلال ورقتها ذهبت الدكتورة الشعيبية للتعريف بمؤلف كتاب تاريخ الأمم والملوك وهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، ويعرف بأبي جرير الطبري، والذي ولد في طبرستان، وتنقل بين المدن الإسلامية من أجل طلب العلم، حرص الطبري على الالتقاء بعلماء زمانه لأخذ العلم عنهم. كما عرضت أهم الأحداث التي عاصرها الطبري، والتي شكلت توجهاته الفكرية، وانعكست على منهجه في الكتابة. وذهبت لتعرِّف بكتاب تاريخ الأمم والملوك ومنهجية الطبري في كتابته، مع استعراض العوامل التي دفعت الطبري إلى كتابته، ومناقشة أهم المواضيع التي تناولها الكتاب وأبرز مصادره، وكيف تعامل الطبري مع هذه المصادر، ومن خلال ورقتها أوضحت منهجية الطبري في التعامل مع الحدث العماني، والمصادر التي استقى منها الخبر العماني مع محاولة التوصل إلى مدى مصداقيته في تناول هذا الحدث ومدى أهمية كتاب الأمم والملوك كمصدر في كتابة التاريخ العماني.

أما الدكتور ناصر بن علي الندابي، وهو من بين الباحثين الذين أثروا بحضورهم الندوة التاريخية، فقدم ورقة بعنوان "ردة أهل عمان"، وأشار فيها إلى أن العُمانيين دخلوا الإسلام طواعية، وشهد بذلك القاصي والداني، فلم تطأ خيل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساحتهم بخُف ولا بحافر، ولا جشَّمه العمانيون الجهد كما فعلت الكثير من القبائل في شبه الجزيرة العربية، فما إن وصلت رسالة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- محمولة بيد الصحابي عمرو بن العاص، حتى نطق ملكا عمان عبد وجيفر ابنا الجلندى بالشهادتين، فأشرق نور الإسلام في ربوع عُمان، وقد نفى الدكتور الندابي ما أتت به بعض الكتب التي تشير إلى ردة أهل عمان، وذكر أن في مقدمة أولئك الذين جاءوا بهذا الادعاء ابن أعثم الذي يُعد أول من تحدث عن الردة، فما حقيقة هذه الردة وكيف يمكننا الرد على من زعمها؟ وهل في المصادر العمانية ما يمكن التعويل عليه للرد على هذا الافتراء؟ ثمة أسئلة كثيرة طرحها الندابي كنوع من الاستنكار على ذلك الادعاء. وحسب قوله، فقد ظل العمانيون على إسلامهم، وظل موفد الرسول -عليه الصلاة والسلام- معززا مُكرما يتنقّل في سهول عُمان وجبالها، تحفُّه عناية الرحمن ويهيِّئ له الظروف والوسائل ملكا عمان عبد وجيفر ابنا الجلندى.

وقدَّم الباحث في الشؤون التاريخية حبيب بن مرهون الهادي، ورقة بعنوان "عمان من خلال كتاب "عجائب الهند بره وبحره وجزائره"، فقد ذهب الهادي ليقدم ما تحدث به الملاح الفارسي برزك بن شهريار عن مجموعة من القصص التي رواها البحارة والملاحون المسلمون، والذين كانوا ينطلقون بسُفنهم من موانئ الخليج العربي المختلفة بما فيها الموانئ العمانية، ورغم أن الكتاب معنون بعجائب الهند، إلا أنه تكرر ذكر عُمان فيه أكثر مما ذُكِرت الهند، فقد وصف -وعلى لسان بحارة عمانيين- بعض مناطق عمان وموانئها والنشاط الاقتصادي الذي بلغ أوجَّه في فترة القرنين الثالث والرابع الهجريين. وحسب قوله فإنَّ "أبرز الكاتب الكثير من الجوانب التي تحكي حياة الملاحين وخاصة العمانيين منهم بتفاصيلها الدقيقة وهم يمخروا عباب البحار شرقا وغربا، وسجل عددا كبيرا من القصص، وذكر الكتاب مجموعة من الملاحين العمانيين كإسماعيل وية بن إبراهيم بن مرداس، والتاجر اليهودي الذي كان ينطلق برحلاته من صحار إلى الصين، كما تحدث الكاتب عن رحلات العمانيين البحرية إلى سواحل شرق إفريقيا والعراق وموانئ البحر الأحمر.

 أما الدكتورة إرادة محمد وهي باحثة لبنانية في الشؤون التاريخية والإسلامية، فقدمت ورقة حملت عنوان "عمان في كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار" لمؤلفه أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبدالمنعم الحِميرى، وذهبت من خلال حديثها في ورقة عملها للتطرق إلى تقديم موجز للكتاب ولصاحبه، كما ذكرت عددا من التفاصيل حول الكتاب، بما في ذلك مكانة عمان المتميزة من خلال موقعها الجغرافي المهم؛ كونها إقليمًا حضاريًا متميزًا له عمقه التاريخي والحضاري المعروف، تمثل ذلك بمثابة النقش على الذهب لن يزول ولن يمحى - حسب قولها.

تعليق عبر الفيس بوك