حوار مع تلفاز


هلال الشيادي | مسقط

ماذا ستنقل يا تلفاز؟ فالوجعُ
ملء الأثير ولا بثٌ سيتّسعُ

في كل ركن لنا ذكرى وألف أسى
تحكي وعند صداها الدهرُ يستمعُ

وكل طابوقة حلم نكسرهُ
وكل بيت كمثل الروح ينتزع

كل الذين هنا ساروا على قدر
وغادروا الحارة الثكلى وما رجعوا

لم يبق غير غناء البحر في ولهٍ
يبكي الأحبة ما صاروا؟ وما صنعوا؟

يقلب الصدفَ المحزون يخبره
ويملأ الصدفَ المستوحشَ الولعُ

كانوا هنا، ضحكوا،مروا هنا، لعبوا،
صلوا هنا، سمروا، غنوا هنا، ونعوا

كل المعاني الجميلات اختفت ومضت
الحب والعون والإيمان والورع

كل الحكايا انتهت كل الزقاق ذوت
وللمدى قصص تُروى لمن فُجعوا

بيتي الذي كان بالآمال يجمعنا
اليوم أمست به الآلام تجتمع

للأرض بوح حزين حينما سقطت
فيها البقايا وتبكي حولنا القطع

وللنوارس في الآفاق أسئلة
ولا إجابة إلا المنظر البشع

بيوتنا يا قلوبا مُزقت إربا
ويا نياطا من الأكباد تقتلع

علت إذِ انهدمت، ضاقت إذِ اتسعت،
كذا تضيق المآسي حين تتسعُ

انقل أسانا أيا تلفاز إن بنا
ما ليس للباب لما كان ينخلع

انقل وعبر الأثير الحزنَ واحْدُ به
هذا أسانا؛ فما نبقي؟ وما ندَعُ؟

 

تعليق عبر الفيس بوك