المنتخب الأولمبي

 

مُحمَّد العليان

بالأمس، حدثت صدمة ومفاجأة بخروج منتخبنا الأولمبي لكرة القدم من تصفيات بطولة كأس آسيا في دولة قطرالشقيقة، وأصبحت تداعيات خروج المنتخب مبكرا من المنافسات تلقِي بظلالها على الوسط الكروي، ضمن مجموعة ضمَّت منتخبات أفغانستان، وقطر والنيبال؛ حيث كان بالإمكان أفضل مما كان، رغم أن المنتخب فاز في مباراتين من مجموع 3 مباريات، وتعادل مع المنتخب القطري 2/2، وجمع 7 نقاط متساويا مع المنتخب القطري، إلا أنَّ نسبة الأهداف أهلت منتخب قطر ليحتل أول المجموعة، ليتأهل مباشرة للنهائيات الآسيوية، وظل منتخبنا في المركز الثاني الذي لم يشفع له حتى التأهل كأفضل 4 ثواني، وخسر التأهل بفارق الأهداف أيضا.

رغم أن المنتخب توفر له أفضل إعداد منذ عام كامل، ولعب مباريات إعدادية كثيرة، ومعسكرات متواصلة طوال السنة.. وكل هذه الحصيلة الإيجابية لم تشفع للمنتخب بالتأهل للنهائيات!! ما الذي حدث للمنتخب الأولمبي؟ وما هي العوامل التي قادته للإخفاق المفاجئ وغير المتوقع؟

إنَّ هذه التصفيات أوضحت ودقَّت ناقوس الخطر حول المنتخب الأولمبي ومصيره ومستقبله، ليس في هذه البطولة فحسب، بل من أجل المستقبل؟ وهذا يتطلب إعادة ترتيب الأوراق والأفكار والنظرة المستقبلية للمنتخب، الخسارة والخروج من التصفيات مؤلمة وقاسية، وأيضا تزيد مرارتها عندما تفقدك شيئا من مكتسباتك؟ إنَّ النتائج الرائعة التي حققها المنتخب الأولمبي في طريق إعداده لهذا المعترك الآسيوي كانت بمثل المهدئ الذي يجعلك لا تشعر بالألم، ولكن بعد الدخول في البدايات تتغير الحسابات والأداء والواقع، رغم أن اتحاد الكرة هذه المرة بالذات وفر كل شيء للمنتخب من كل النواحي. كان بالإمكان أفضل مما كان، خاصة في مباراة النيبال التي كان من المفترض فيها حسم الأمور، خاصة في المعدل التهديفي، وهذا الذي أخرج المنتخب بسبب نسبة الأهداف التي كانت الفيصل في قرار التأهل، العناصر الموجودة تعتبر غالبيتها الأفضل رغم أن باب الانضمام للمنتخب صار مفتوحا وغير مقيد بالاستقرار إذا علمنا أنَّ هناك لاعبين انضموا واستبعدوا، ثم انضموا واستبعدوا مرة أخرى، وأكثر من مرة، ونقولها بكل صراحة وبدون مُجاملة هي أسباب فنية بحتة يتحملها الجهاز الفني للمنتخب في كل الأحوال، ومع تقديرنا للمدرب الكابتن أحمد العزاني طوال فتراته مع المنتخب الأولمبي، فقد حان الوقت من اتحاد كرة القدم لإعطاء زمام الدفة الفنية القادمة لمدرب جديد وإتاحة الفرصه للعمل؛ لأنَّ الكابتن أحمد قد أخذ فرصته لأكثر من 10 سنوات، فيها الإخفاقات والإنجازات، خاصة الفترة الماضية فقد أخفق، ولكن اتحاد الكرة كان له رأي آخر وأصر على استمرار العزاني رغم إخفاقاته مع المنتخب، وأقال المدربين السابقين للمنتخبات، رغم أنهم لم يأخذوا وقتهم، وظروفهم كانت صعبة مع المنتخبات، والكل يعلمها، ولم يتحقق لهم نصف ما تحقق للجهاز الفني والمنتخب الأولمبي من إعداد مثالي جدا، وهذا لا يقلل من قيمة الكابتن أحمد العزاني في شيء.