لاتراودني عن صبري


سهام الدغاري | ليبيا

فأنت لم تجرب أن تمضي الليل بحثاً عن ديدان جائعة
تطعمها حزنك
ثم تجلس وحيداً
تنتف ريش الخيبات التي تحوم فوق رأسك صباحاً
أن تشد طرفيْ حُلمك الأبتر لتصنع منه وتراً تدندن عليه لحناً يتماهى ودقات قلبك الكئيب
أن تحفر تحت شجرة أمنياتك لتُقبر كل الظنون الجميلة
التي كانت تعشعش داخل ذهنك البائس
أن تلوذ بجدار كبريائك المنهار فلاهو يقيك حر اللقاء ولابرد الفراق
لاتراودني عن صبري

فأنت لم تجرب أن تلقي برأسك المتعب على كتف قصيدة عرجاء فلا قدميك تستقيم فرحاً ولا رأسك ينفجر حزناً فتغادرك خطاك لتقتفي أثر حرف فار من مقصلة الخرس
أن تخفق في البحث عن شيء تسد به ثقوب الأسئلة النازفة فالزمن الذي كنا نتعاطى فيه القُبل لم يكن كافياً ليعلمني كيف ألعق شفتيك ولا أتقيأ عليهما بمائة سؤال
كيف ستحبني وأنت تقبع في صمتك كبركة راكدة في بلدة نائية ؟
ما معنى أن تشتاقني وأنت تقف هناك كشجرة وحيدة أسلمت ساقها لفرضية أنه سيأتي من يحطبها يوماً ؟
هل تتألم شفاهك وأنت تهمس أحبك ؟
متى تكف عن لملمة خيوط غزلك من على حبائل الليل وأن لا تترك للشمس متعة معانقتها ؟
أوليس النظر في أتجاه واحد سيجعلك تقف على حافة هوة سحيقة من الأنحراف ؟
لاأرغب في إجابة
فقط...
لاتراودني عن شيء قبل أن تمنحني كل أشيائك

 

تعليق عبر الفيس بوك