أكد أنَّ نجاح المشروعات النفطية يدعم إسهام القطاعات الأخرى في تعزيز التنويع الاقتصادي

الرمحي: طرح مناطق امتياز جديدة خلال العام الجاري.. و18 شركة تعمل في 32 منطقة امتياز

 

◄ "تنمية نفط عمان" تستهدف زيادة الإنتاج إلى 670 ألف برميل يوميا

◄ "تنمية نفط عمان" تسند 3.7 مليار دولار عقودا لشركات مسجلة في السلطنة

◄ 24 مليار دولار إيرادات "النفط العمانية وأوربك".. والأرباح 2.1 مليار

 

 

الرؤية- نجلاء عبدالعال- مريم البادية

كشف معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز أنَّ الحكومة تعتزم منح مناطق امتياز جديدة خلال العام الجاري، موضحاً أنَّ عدد الشركات المشغلة لمناطق الامتياز البترولية بلغ 18 شركة، تعمل في 32 منطقة امتياز.

ولفت الرمحي- في كلمة تضمنها التقرير السنوي لوزارة النفط والغاز تم الكشف عنها خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة أمس- إلى أنَّ النجاح الذي يتحقق في قطاع النفط والغاز سيمكن القطاعات الأخرى من خلق التكامل والتنويع الاقتصادي في البلاد، مع التأكيد على أهمية تعظيم القيمة المحلية المضافة من خلال تدريب وتوظيف الكوادر الوطنية، وإقامة الصناعات المحلية وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من المشاركة في تقديم الخدمات المختلفة وتأهيل البعض منها للأعمال الفنية التخصصية. وأوضح أنَّ الشركات الوطنية حصلت على مناطق الامتياز للتنقيب عن النفط والغاز، والبعض منها أصبحت شركات منتجة للنفط والغاز، إضافة إلى الشركات الخدمية في شتى المجالات؛ كالحفر والصيانة والهندسة والإنشاءات وتصنيع المعدات والأجهزة محليًا. وتابع القول إن القطاع يواكب "رؤية عمان 2040" والتي توجه نحو تعزيز التنويع الاقتصادي، مشيرًا إلى أنَّ القطاع بدأ في استغلال الطاقة الشمسية لتوليد البخار في حقل "أمل" وضخه في الآبار لزيادة الإنتاج بدلاً من استخدام الغاز الطبيعي. وأضاف أنَّ العمل بدأ في إنشاء محطة كهربائية بالطاقة الشمسية بطاقة 100 ميجاوات، وهو أكبر مشروع من هذا النوع في السلطنة حاليًا، ويهدف إلى تهيئة القطاعات الأخرى للشروع في استغلال الطاقة المتجددة والاستفادة من المصادر الطبيعية الأخرى لتكون منبعًا مستديمًا للطاقة، ومستقبلاً مشرقاً للتوظيف في هذا المجال وبيئة نظيفة وخالية من التلوث والحد من الاحتباس الحراري. وزاد أنه بهدف ترشيد الاستهلاك في الطاقة، والاستفادة من الفائض- إن وجد- يتم ربط شبكة الكهرباء لشركات النفط والغاز بالنظام العام للسلطنة.

وخلال عروض قدمها مسؤولو كبريات الشركات العاملة في القطاع بالسلطنة، أعلنت شركة تنمية نفط عُمان عن خطط لزيادة إنتاج النفط إلى معدل جديد يصل إلى 670 ألف برميل في اليوم  خلال السنوات الخمس القادمة، بعد تحديد التزام بواقع 550 ألف برميل يوميًا على مدار عشر سنوات على مدار العقد الماضي. وقال راؤول ريستوشي مدير عام الشركة إنه خلال عام 2018، نجحت الشركة في إنتاج 1.205 مليون برميل من مكافئ النفط يومياً من النفط والغاز والمكثفات. وأضاف أن الشركة أحرزت "تقدما جيدا" في المشروعين العملاقين "رباب- هرويل" المتكامل و"جبال-خف"؛ حيث يُعد المشروع الأول أكبر مشروع رأسمالي في تاريخ الشركة، ومن المتوقع ربطه بخط الإنتاج في منتصف العام الجاري، مما يمثل إضافة للاحتياطي قدرها 500 مليون برميل من النفط المكافئ. وتابع أن المشروع الثاني مشروع متكامل لتطوير النفط والغاز الحمضيين، ومن المقرر أن يبدأ في عام 2021، ليضيف ما يفوق 327 مليون برميل بمكافئ النفط.

وبين ريستوشي أن الشركة عززت من برنامجها للقيمة المحلية المضافة عبر إسناد عقود بقيمة تربو على 3.7 مليار دولار أمريكي لشركات مسجلة في عمان، وهو ما يعني الاحتفاظ بنسبة 44% داخل البلاد، وكذلك دعم افتتاح ورش ومصانع جديدة في عمان لخدمة قطاع النفط والغاز محلياً. وزاد أن مديرية الاستكشاف بالشركة حققت رقماً قياسياً جديداً بتوفير بيانات للمسح الزلزالي عالية الجودة جُمعت باستخدام تقنية الإنتاجية فوق العالية المتقدمة جداً مع تحقيق تكلفة استكشاف للوحدة بلغت 0.3 دولار أمريكي لكل برميل بمكافئ النفط.

أما ستيف كيلي الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة أوكسيدنتال عُمان فقال إنَّ الشركة أضافت في العام 2018 حوالي 120 ألف برميل يوميًا من طاقة معالجة السوائل و40 ألف برميل يوميًا كطاقة حقن بالمياه و30 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا من طاقة ضغط الغاز. وأضاف أن أوكسيدنتال عُمان تمكنت- بعد النجاح في بدء تشغيل مصنع لإنتاج الغاز في حقل "مرادي حريمة"- من ربط 18 بئر إنتاج في العام 2016، وربط 3 آبار في العام 2017، مع بئر إضافي في العام 2018، فيما يجري العمل على ربط 3 آبار إضافية خلال العام الجاري.

ومن جانبه، استعرض مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لمجموعة النفط العُمانية وأوربك مشاريع المجموعة التي تنفذها خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى الوضع المالي خلال 2018. وأوضح أن إجمالي الإيرادات بلغ 24 مليار دولار، ووصلت الأرباح التشغيلية إلى 2.1 مليار دولار، وأن الإيرادات ستوجه خلال المرحلة الحالية إلى نمو المجموعة. وتابع أن التكلفة الاستثمارية لمجمع لوى للصناعات البلاستيكية بلغت 6.7 مليار دولار أمريكي، فيما بلغت تكلفة مشروع مصفاة صحار 2.7 مليار دولار أمريكي، ووصلت تكلفة مشروع خط أنابيب مسقط- صحار ومحطة الجفنين إلى 336 مليون دولار أمريكي.

بينما تحدث المهندس أحمد بن صالح الجهضمي الرئيس التنفيذي للشق السفلي لمجموعة النفط العُمانية وأوربك عن استثمارات المجموعة التي قال إنها تبلغ 54 استثمارًا بقيمة إجمالية 16 مليار دولار أمريكي، مشيرا إلى أن المجموعة تضم 11 ألفًا و700 موظف منهم أكثر من 10 آلاف موظف عماني، وتسعى المجموعة في رؤيتها لعام 2030 إلى تحقيق الاستدامة والتميز بطابع عماني من حيث تمكين موظفي المجموعة وتأهيلهم للمنافسة عالميًا، إضافة إلى إيجاد قيادات شابة، بجانب إدارة مليون برميل من النفط المكافئ يومياً، ورفع القيمة المضافة للبرميل بما لا يقل عن 25 دولارًا أمريكيًا للبرميل في صناعات الشق السفلي. وأضاف أن الشركة تسعى إلى تحفيز استثمارات القطاع الخاص في مجال الطاقة ورفع المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 20 مليار دولار أمريكي وتوزيع أرباح سنوية للمساهمين تصل إلى مليار دولار أمريكي اعتبارًا من عام 2029، ورفع القيمة السوقية للمجموعة إلى 30 مليار دولار أمريكي.

وتطرق الجهضمي إلى أبرز المشاريع قيد التنفيذ والمستقبلية مثل مجمع لوى للصناعات البلاستيكية؛ حيث بلغت نسبة الإنجاز فيه حوالي 84%، ومن المتوقع أن يكون التاريخ التشغيلي في الربع الأول من العام المقبل. أما المشروع الثاني، فأوضح الجهضمي أنه مصفاة الدقم، والذي تبلغ قيمته الاستثمارية حوالي 8.278 مليون دولار، وبلغت نسبة الإنجاز حتى الآن 12%، والمشروع الثالث هو مشروع صحار للأمونيا، والذي تحقق منه حتى الآن 48%، ومن المتوقع الانتهاء منه في الربع الأول من عام 2020. وذكر الجهضمي أن مشاريع أخرى تعمل عليها المجموعة من بينها مشروع صلالة للغاز البترولي المسال والشركة العمانية للصهاريج "أوتكو" والتي ستساعد على تطوير الأعمال في الدقم، ومشروع خطوط أنابيب الدقم.

من جانبه، قال الدكتور سالم بن سيف الهذيلي الرئيس التنفيذي لمشروع مصفاة الدقم إن إجمالي استثمارات مجموعة النفط العُمانية وأوربك في الأعوام المقبلة تقدر بـ28 مليار دولار أمريكي منها 7.6 مليار دولار أمريكي سيتم تمويلها بمساهمة من شركة النفط العُمانية و3.9 مليار دولار أمريكي بمساهمة من الشركاء و16.7 مليار دولار أمريكي عبر الاقتراض.

وتحدث طلال بن حامد العوفي رئيس الشؤون التجارية بمجموعة النفط العمانية وأوربك عن نموذج الأعمال وسلسلة القيمة التي تضم 3 أجزاء وهي الشق العلوي والشق السفلي والشق الأوسط، وتعمل الشركة في الوقت الحالي على توزيع موارد الطاقة بناء على السعة الاستيعابية على مستوى المجموعة. وبين أن التركيز ينصب خلال السنوات العشر المقبلة على الغاز والمصافي والبتروكيماويات والطاقة البديلة والمتاجرة والتسويق والبيع بالتجزئة وكذلك اللوجستيات والبنية الأساسية.

وحول أداء شركة بي بي عمان خلال العام الماضي، قال المهندس يوسف بن محمد العجيلي رئيس شركة بي بي عُمان إنه فيما يتعلق بعمليات استكشاف الغاز في منطقة الامتياز في المربع رقم 77 فقد تم توقيع الاتفاقيات الأولية والمناقشات جارية للوصول للاتفاقيات النهائية لحقوق الاستكشاف ومشاركة الإنتاج، مشيرا إلى أن نسبة الإنجاز في "حقل غزير" وصلت إلى 45 بالمائة حتى الآن، ووصلت نسبة الإنجاز في القاطرة الثالثة بمحطة المعالجة المركزية إلى 28 بالمائة، وتم تسليم بئر واحدة إضافة إلى أنه سيتم حفر 15 بئرًا بنهاية العام الجاري. وأضاف أنه بعد مرور عام منذ بدء الإنتاج من حقل خزان، تم إنتاج 9.2 تريليون متر مكعب من الغاز و10.5 مليون برميل من المكثفات وتم حفر 50 بئرًا.

وخلال النقاشات التي تلت العروض، أوضح مدير عام شركة تنمية نفط عمان التكلفة التشغيلية لبرميل النفط وقال إنها بلغت 7.5 دولار للبرميل الواحد، لكنه أشار إلى تزايد تعقيد العمليات، مبينًا أنَّ الشركة تسعى لعدم زيادة التكلفة السابقة، مع الحفاظ على الكفاءة والجودة. وحول إمكانيات تخصيص شركات المجموعة وأعمالها، قال مصعب المحروقي الرئيس التنفيذي لمجموعة النفط العمانية وأوربك: "لدينا عدة شراكات ناجحة مع القطاع الخاص، وستزيد هذه الشراكات في المستقبل، كما لدينا شراكات ناجحة في الشق السفلي سواء كانت في مشاريع قائمة أو أخرى قيد الإنشاء، مثل مصفاة الدقم بشراكة مع الكويتين، وشركاء أجانب في شركة صحار للألمنيوم، وفي الوقت الحالي انتهينا مع نهاية العام المنصرم من بيع 10% في خزان لشركة بتروناس.

تعليق عبر الفيس بوك