لي وحدي كل هذه الخيبات


د. أحمد جمعة | مصر

حبّكِ هذا كلّه الذي أعطيتني
ما عدت أريده،
ولا أستطيع تحمل ذكرى إضافيةٍ معكِ،
وحتى نسيانكِ
بات مستحيلًا بعدما وشمتِ
هذا الألم الأبدي في رأسي الموبوء بكِ،
لذا فمحتّم عليكِ
أن تنسيني أنتِ كرصاصة.

تعرفين جيدًا
بأني لست صالحًا للحب
ولا أستطيع البقاء معكِ لأحميكِ من الحزن
أنا صفة الجثة التي حلّلها الملح
في قعر فجوة البكاء.

قلت: أحبّكِ،
وكون من الندم يملؤني
وبؤس داكنٌ يلوّن ملامحي التي لُطِّخت
بنظراتكِ التعسة.

ذكرياتنا معًا
لا يحق لكِ تذكرها، لا يحق لكِ البكاء
دومًا قويةً فلتكوني،
مبتهجة،
ولي وحدي كل هذه الخيبات،
وكل هذه الطريق
التي لا نهاية لها سوى الإحباط
لي وحدي.

قلتُ: أحبّكِ،
وكل لحظةٍ بعدها أشكو نفسي،
وأحسد الصبار في صحرائه الشاسعة
وأشواكه التي لم تخن مرارته،
أشكو نفسي ألف مرة ومرة
لماذا قلت لكِ: أحبّكِ؟!

أنتِ ألمي الذي لا مسكّن له
شكواي التي لا حل لها
وندمي الذي لا توبة بعده توجب الغفران،
فانسيني
كما تنسى المساجد أقدام القائمين
كما تنسى الكنائس أنين أجراسها
وكما تنسى البلاد
حب من قتلتهم حروبها.

اذهبي للبلاد السعيدة
والتي لم يزرها قبل وعد زائف،
وقابلي رجلًا من طين الحب
تزرعين فيه قلبكِ،
وانسيني للأبد.

فلا تلتفتي لي
وإن توسلتكِ،
وإن خرجت من جوفي حنجرتي
وهرولت خلف اسمكِ،
وإن طرقت في أخر الليل باب خطواتكِ
عظامي،
وإن سالت من عيني الدماء
فلا تضعفي أبدًا،
فقط لننتهي،
ولتذهبي فقط!

 

تعليق عبر الفيس بوك