بحــــر


هلال الشيادي | مسقط

‫كالبحر قلبكُ صامتٌ ثرثارُ‬‬‬
يا أيها البحّار  يا تيارُ
//
يحكي هديرُك عزةً وتسامقاً
ويزينُ صمتَك هيبةٌ ووقارُ
//
يمتد موجُك، ما له من ساحل
تشدو المعاني فيه والأسرارُ
//
كم أبحرتْ فيك المراكبُ شرّعا
وشراعُها الأقدار ُوالأشعارُ
//
طارت حروفك نورسا مع نورسٍ
هي هكذا الأفكار والأطيارُ
//
إن السفينةَ تشتهي ما لا ترى
لا تنتظرْ ريحا فأنت مدارُ
//
حلمٌ دعاك؟ فمن أحلامنا ابـ
ـتدأتْ إلى أمجادنا الأسفارُ
//
لا تنسَ حلْمك في عيونك ضعْه في
كفّيك يملأ قلبَك الإصرارُ
//
يا أيها الماضي على لُجج العلا
الماء أنت وأنت طينٌ نارُ
//
تمضي، ويتبعك الهداةُ ليهتدوا
وبك اهتدى الغاوون أنّى ساروا
//
لا تلتفت للخلف؛ إنك عابرٌ
دربَ السماء؛ وخلفك الأقمارُ
//
النور لما أسفرتْ ومضاته
فعلى سناه تسافرُ الأنظارُ
//
قرّرْ لتبقى في الحياة أمامهم
يكفيك كي تتقدمنّ قرارُ
//
لو طال ليلُك فوق ما تعتاده
لا تنسَ أنك يا بهيُّ نهارُ
//
وإذا بريحِ الـدهر عاثت بالمنى
فافردْ جناحك أيها الإعصارُ
//
سترى أمامك ألفَ سور سامقٍ
لا تخشها؛ تتحطم الأسوارُ
//
‫سيقال عنك بأنّ أنت صغيرهم‬‬‬
فهُمُ أمام الطامحين صغارُ
//
لا تصغِ؛ إنهمُ ترى لن يسكتوا
لم يصغ قطُّ إلى الحسود كبارُ
//
وسيزلقونك في مدى أبصارهم
هو منتهى من خاصموك وغاروا
//
سر مطمئنا؛ فالمسير إلى السما
لا خوفَ فيه، وما به أكدارُ
//
الناس حولك أنت فوقهمُ إذا
عاندتَ ما اعتادوا عليه وصاروا
//
كن قربَ كل قلوبهم؛ فقلوبهم
هي زاد رَحْلك أيها المغوار
//
تعلو إذا تدنو إلى أرواحهم
وإذا علوتَ عليهمُ تنهارُ
//
ارحل إذا كفروا بحرفك هجرةً
فهنا لكل مهاجر أنصارُ
//
لا تمضِ في آثار غيرك تابعا
ليكون منك لمن أتى آثارُ
//
للطامحين هي الحياة حبيبةٌ
حتى ولو منها وفيها احتاروا

 

تعليق عبر الفيس بوك