مكبلٌ في جذوري


د. ريم سليمان الخش | باريس

دون ربّي وراسخات يقيني
تتعالى مآذنٌ بأنيني
//
كلّ مافيك ياحياة عذاب
فاطلقي الروح للضياء اطلقيني
//
بي من الحزن ما يهدّ جبالا
أحرث الدمع زارعا من شجوني
//
ماذنوبي لكي أظلّ سجينا؟
أيّ جُرمٍ اقترفته بيميني؟!!!
//
ملّ قلبي من الخفوق ومنّي
كلّ مابي مسيّجٌ بظنوني!
//
تركونا على المشانق حتى
يأكلَ الطيرُ رزقه من طعوني
//
منذ غرناطة الحزينة متنا
أيها الطير فالتزم تأبيني
//
يُنبت الوقتَ سقطة إثر أخرى
وإلامَ المُضيّ خلف الحنين؟!
//
وعد بلفور سمّه في عروقي
صيّرَ القلبَ موطنا للأنينِ
//
وزعونا كما النعاج وهنّا
وتلاشت مع القطيع سنيني
//
ملء نفسي تمزّقٌ وضجيجٌ
وصراخٌ على المدى المطعون
//
ووحوشٌ تُدنّسُ الزرع غِلا
وجروحٌ جديدة في الحسينِ
.
قطّعوا الجسم بين خالٍ وعمٍّ
في احترابٍ مهدّمٍ مأفونِ
//
وتركنا سفائن العمر غرقى
يبلع الحوت ضوءنا ذي النون
//
ويكأني مكبلٌ في جذوري
بعد كسرٍ لرمحيَ المسنونِ
//
كيف لي أنْ ألاقيَ السعدَ حقا!!؟
أين كأسي من الهناء وأيني؟؟
//
وربيعي مضرّجٌ بدمائي
ترك الزهر نازفا في الغصون!
//
سجن الطير مبعدا عن رياضٍ
متلف الجنح غارقا في الشجون
//
بأنينٍ يُغرّدُ ال...كان حلْما
كحزينٍ منادمٍ لحزينِ
//
ملء نزفي هويّة في ضياعٍ
ووجوه سجينة في الهون
//
كل حزنٍ بدجلة الخير يسقي
أرض فيحاء دمعه من عيوني
//
كل نزفٍ بنيلنا نزف روحي
وعذابٌ مرسخٌ في جفوني
//
كلّ قهرٍ على سمات اليماني
طعن سيفٍ بقلبيَ المحزونِ
//
بصمة الذات في انكسار المرايا
في اجتراحٍ مُنبِّئٍ بالجنونِ
//
بيدَ أنّي من الأماني مسجّى
أرمقُ الضوء ساطعا من يقيني
//
بي من العزم ما يُرممُ دهرا
من سقوطٍ مروّعٍ في الدون
//
نكهة العيش دأبنا دون لأيٍّ
لكمالٍ ورفعةٍ في الجبينِ
//
لانتشارٍ كما الضياء جليٍّ
لسموٍّ مجانفٍ للطين
//
سوف أحيا مدثّرا كرسولٍ
زارع الأرض قمحها باليدينِ
//
سوف أسعى لمنبعي إثر قحطٍ
في ثباتٍ مقاوما للمنونِ!!
//
أرقبُ الأفقَ علّه سوف يأتي
من يشعّ الضيا كدّرٍ ثمينِ
//
كلّ حزنٍ مصيره لزوالٍ
حين تضوي نجومنا بعد حينِ

 

تعليق عبر الفيس بوك