في رثاء العم سليمان بن عبيد الشيادي


هلال الشيادي | سلطنة عمان

ماذا سأُسكِت،؟ موجَ البحر أم شعري؟
الكلُ يبكيك من يدري ولا يدري
//
عماه نمْ في ضريح اللطف في سعةٍ
لك السماء تجلت مثلما القبرِ
//
آلام فقدك في المحّار أقرأها
وفي السماوات في الغيمات في القطْرِ
//
ما كنتُ أحسبُ أن الموتَ فاعلها
نسيت مقدرة الأقدار في العمر
//
كنتَ القوي الذي تعنو البحارُ له
ويفهم الريحَ إذ تذرو وإذ تجري
//
ما زال قاربك المفؤودُ يخبرنا
عن حكمة كنت تمليها على الدهر
//
يبكي الشراع تواسيه نوارسه
دمعا يلقن قلبا قيمة الصبر
//
صديقك النخل يلقي سعف أسئلة
أصغى لها ورق الأمباء والسدر
//
للماء دمعة حب فوق عابية
أجريتها في اشتداد البرد والحر
//
وللشريسة شوق فاض من خشب
سقيته أنت ماء الحب والطهر
//
أجريتَ بين قلوب الناس أشرعةً
تبيع ودا وريحان الإخا تشري
//
تركت سِفْر حياة ملؤه حكم
ونحن حولك نجني حكمة السفر
//
في كل يوم بإيمان تسطره
ولم تزل روحك الحسناء في السطر
//
فيالحزني وقد غادرتنا بدجى
تنزل الدمع حتى مطلع الفجر
//
تسلل الحزن في صدري على ثقل
هل انتقلت أيا عمي إلى صدري
//
السِيف يبكي وأنفاس القوارب لا
تكف عن قلق تشكو أذى الهجر
//
يبكي الرجال وإن يبكوا على رجل
إذا بدا لهمُ أعلوه في الصدر
//
إني رأيتُك في الدمع العصيّ بهم
من ذا سواك يشظّي قسوةَ الصخر
//
ما زلتَ مذ كنتَ فينا سيدا وأباً
سما بك القدرُ المقدورُ بالقدْر
//
يا سيد البحر يا القاضي بسنته
يصغي لك الماء يعنو الطينُ للأمر
//
يا أيها البحر مذ أهديتني دررا
من الجمال وأيامي كما الدر
//
على امتدادك أنفاسٌ مباركةٌ
عاشت بملحك في مد بلا جزر
//
ودمعة بحمود رقرقت ألما
من ذا سيطفئ فيه جذوة الجمر
//
حمود صبرا؛ نعم لا صبر حين أسى
فقد الأحبة فوق الصبر والعذر
//
حمود عيناك حضناً كانتا ويدا
إليهما هربت عيناه من شر
//
وعدت منه عظيما حين غادرنا
وملء كفيك أمواج من الأجر
//
نم يا سليمان في نور وفي سكن
في رحمة بجنان الرفرف الخُضْر

 

تعليق عبر الفيس بوك