وكيفَ من أُشرِبَ الأوثانَ يُؤتمن


صفية الدغيم | إسطنبول - شاعرة من سو ريا

في البدءِ كنتَ وكانَ الدمعُ والشجَنُ
وكنتَ أيّوبَ حينَ الصبرُ يُمتحنُ
//
وكنتَ أنتَ وكانوا محضَ أقنعةٍ
فاسّاقطوا واعتلى من خَلفِهم وَثَنُ
//
وكنتَ موسى وكانَ العِجلُ في دمِهم
ما أُشرِبوكَ وأنتَ الماءُ واللبنُ
//
وكنتَ آخرَ من تغريهِ زينتُها
وكنتَ أوّلَ من يشتاقُهم كفنُ
//
وكنتَ أكثرَ من طافت بهم محنٌ
فما استكانوا لها يوماً ولا وهَنوا
//
وأنتَ آخرُ من مَرُّوا وما شربوا
من جندِ طالوتَ لما جلُّهم جَبُنوا
//
من غير سوءٍ يدٌ من جيبِها خَرجَت
بيضاءَ توقظُ من في جفنهِ وَسَنُ

فكيفَ يُطعنُ بالمأمونِ جانِبهُ
وكيفَ مَن أُشرِبَ الأوثانَ يُؤتمن.

 

تعليق عبر الفيس بوك