ثورة على شعر المقاومة

 

زيد الطهراوي | الأردن
حين كتب محمود درويش قصيدته الصريحةعابرون في كلام عابر ثارت الضجة في الإعلام و الكنيست الإسرائيلي لقد وجدوها فرصة للحكم على العرب بأنهم دمويون حدث ذلك أثناء انتفاضة عام ١٩٨٧م و محمود درويش في باريس يشهد الأحداث عن بعد نسي اليهود سجلهم الحافل بالإجرام و التقتيل و تمسكوا بقصيدة درويش كأداة ضغط ليعدموا مشروع الدولة الفلسطينية في مهده فأين ذهبت المجازر اليهودية بحق شعب أعزل أين ذهبت كفر قاسم و مجزرة مرج ابن عامر و دير ياسين و صبرا و شاتيلا.
لكن اليهود في هذه الانتفاضة تفننوا في أساليب القمع و التعذيب و نقل الإعلام كسرهم لعظام الشباب و الأطفال بين الألم و الصراخ و نسوا كل ذلك بل تناسوه ليقرأوا قصيدة عابرون ويثبتوا أنهم المسالمون.
قال درويش في قصيدته: (ايها المارون بين الكلمات العابرة /احملوا أسماءكم وانصرفوا/وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا/وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة/و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا/انكم لن تعرفوا/كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء).
وحين كثر الكلام في أجهزة الإعلام الإسرائيلية عن القصيدة و أن شاعرها يريد ابادة اليهود و رميهم في البحر رد عليهم درويش بأن القصيدة كتبت عن الانتفاضة و أنه طلب من الصهاينة أن  يخرجوا من البحر لا أن يغرقوا فيه ثم استغرب درويش من اتهامه بالدموية و طلب منهم أن يقرأوا قصيدته: (أحن إلى خبز أمي).
 أما فدوى طوقان فقد وقفت امام شباك التصاريح فوصفها الجندي الصهيوني و من معها بأنهم :(عرب فوضى كلاب) فألفت قصيدتها آهات أمام شباك التصاريح و التي تقول فيها:(ألفُ هندٍ تحتَ جلدي /جوعُ حقدي فاغرٌ فاهُ سوى أكبادِهم لا يُشبعُ الجوعَ الذي استوطنَ جلدي) فثارت ثائرة الإعلام: شاعرة عربيةفي القرن العشرين تأكل أكباد البشر و رد سميح القاسم بسخرية على ثورتهم حين ذكر قصة طلاب يهود في الجامعة العبرية كلية الطب تراهنوا على أكل دماغ انسان و فاز أحدهم فأكله على الحقيقة لكن فدوى ذكرت أكل الأكباد في قصيدتها فقط.

 

تعليق عبر الفيس بوك