مقدس البوح للإنسان والوطن

د. ريم سليمان | باريس

 

فقط لأنك إعجاز يسطرني

وماء عبقر في أيقونة الزمن

//

سجدت قربك لاشركا بخالقنا

لكن ضممت ترابا منك يا وطني

//

دعني أمرّغُ فيه الروح خاشعة

علّ التوحد من شوقي يُبردني

//

فقط لأنك مثل النور مخترقٌ

مجازك الضوء كم بالتيه كبّلني

//

كم راودتك بحور الشعر مدنفة

حتى امتشقتَ أساطيرا لذي لسنِ

//

حتى شققتَ دروبا لم تكن وَطِئتْ

فيها عبرتَ بإعجازٍ ولم تهنِ

//

فيها فضضتَ عن المعنى بكارته

وسطوة الفكر ياغرّيد تأسرني

//

لقوة الروح خرّ الحرف منجذبا

طوعا أتتك رؤى تشتاق للسكن

//

يا منّة الله كم أغدقت من كلَمٍ

وكم نثرت أغاريد الهوى الحسنِ

//

وكم سحرت قلوبا من عذوبتها

صارت تغرّد كالعصفور في الفنن

//

وفي اللغات مواويلٌ وأورقةٌ

للآن تنتظر الالهام من فَطنِ

//

إني اتبعتك ياموسى فلا تسألْ

عمّ اقتبستُ بذات الطور من لَدُني

//

حتى اصطليت فصرتُ اليوم في شُغُلٍ

حيث البحور على الألواح تكتبني

//

أنْ ليس مثلك في ذاتي ولست أنا

إن كان غيرك من صمتي يُفجّرني

//

فلتحرق النار ماشاءت بلا أسفٍ

فراش شعري نحو الوهج يجذبني

//

ليُبعثَ الشعرُ نبضا قد أريق شذى

مقدّس البوح للإنسان والوطن

تعليق عبر الفيس بوك