ما زالتْ تنبتُ في مقلتي دَمعة


مالك البطلي | العرق

جلسَ في غرفتهِ كعادتهِ وابتدأَ وبادَلَهُنَّ المُحاورة:
- أينَ تذهبُ الدموعُ عندما لا تُسكب من العَين .. ؟
لم تجبْ الكُتب
فتابَع:
- ألا قُلتِ لي من يتحَمل كل هذا العَناء ... ؟
آهٍ أرى أنَّني سأفقدُ نفسي في منتصفِ الطَريق
ألم تصلكِ رسالةُ من السماء مضمخَةً بدمعةٍ إلهية .. ؟
ما زالتْ تنبتُ في مقلتي دَمعة
وعبءُ الأوطانِ كلَّها عليّ
فأرجوكِ
لا تقفي مع الذين كَسروا قَلبي
وانظري إليّ أنا المذعورُ من حزنٍ إلى حزنٍ
وهذه الملامحُ ليستْ ملامحي
أنا بريءٌ منّي
فقد دُهستُ أكثرَ من مرةٍ
ولا أعلمُ أين فقدتُ مراهقَتي
كلّ ما أتذكَره أنّي كنتُ أضاجعُك عندما أشتاقُ للسَفر
فعليك أن تقدّري عُزلتي وسَجائري التي أسرقُها
وهَزائمي
وتَناقُضاتي
وحتى خمرَتي
ألا تُجيبين .. ؟
لقد عصروا قلبي كما يُعصر العنبُ بيدِ طفلٍ قديمٍ
وما زالَ أنين السنينِ يدوي في داخلي الهَش.
لمَ السكوت هذا .. ؟
فليس من السَهل أن أصبحَ حقلًا وأتحملَ ذنبَ السَنابل
كما أنَّني ما عدتُ أخشى شيئًا عليك من ربِ الأَدب
أَجيبي
إنّ داخلي كلَّهُ معتمٌ
أعرف محبتَك لي
لكنكِ أغرقتِني في كلِّ هذا الحزنِ
فلا تَتركيني أَتلاشى وأفقدُ تَوازني
أرجوكِ أيتُها الكتب
أتوسلُ إليك ... !

 

تعليق عبر الفيس بوك