سيدة العطاء


علاء الدين حسين | سوريا

عندما أنظر لعينيك المدورتين المحيرتين أجد نفسي تتصارع مع مسحة الحزن في عينيك وأرى صورة عيني ومرآة نفسي وأجدك رغم هذا محتارة معي وفي صراع دائم مع نفسك تنهاري مع خيالات واسعة ومع فراغ موحش قاتل.
أخاف منك وعليك في صراعك مع هذا الفراغ الذي أسميه الخلط بين الشك واليقين بين الواقع واللاحقيقة المترامية الأبعاد.
إنني لم أعد أرى حتى نفسي في مرآة عينيك القاتلتين، بل أرى صورتك قد شوهها التخييب وعلاها الموت الذي أنتظره.. إنني على حسب اعتقاد رجل عادي يتعلم من أخطائه وتصرفات غيره على أن لا يقع في مهاوي الردى وفي طريق الرزيلة.
كنت أعتبر نفسي قاموسا ومعجما وفقه النوابع الأخلاقية لروحك واليوم لم أعد أعرف غير أني صدى ذاكرتي ومحطة انتظار عابرة مررت بها دون أن تتركي أي أثر غير ذكرى رخيصة عليك بت لا أساوي شيءعندك.
تنعتينني بالفراق دائماً وتحاولين إسقاطي رغم الابتسامة البريئة الدائمة، تريدين إخضاعي لشبه عرفي لا أعرف ما تبتغينه بالضبط كنت دائماً اعرف نفسي من خلالك. منذ نظرت لشفتيك،  عينيك،  إلى نداءاتي الملحة  أجدني أكثر حبا وشوقاً  وتضحية ووفاء واليوم بلحظة. حبي وكبريائي ينقذ واقعي من السقوط من هوة فجري من عينيك لقد تحطمت ومعي أحلامي وسعادتي التي أنتظرها معك. إذا كنت حقا تريدين فراقي حسب الدلائل والمؤشرات التي تفرضينها علي إذا كان سيدتي هذا يرضيك ويسعدك فأعتقد أني لا أريد إلا أرضاءك و لا أريد إلا حياتي معك أنت يامن حببتِ لي الحياة.. كنت قبلك سماء داكنة وصحراء قاحلة لا أعرف الحياة ولا الحب ولا غيرها من كماليات الحياة الخاصة والإجتماعية،  وفجأة بعد مجيئك صرخت في هيكل الصلاة المهدوم (سقطت)  في قلبك وعينيك وطهارة روحك التي احتوتني وسبق وكتبت المعارف والمعازف في مأقينا غصة لا يخمدها إلا العناق أو الجفاء.
إذ كنت بحياتك غصة غير مباركة في قربها وبعدها وهجرها وجفائها في الاحتواء والمعنى في الحقيقة البعيدة وفي الواقع القريب فما عليك إلا أن تكفكفي دموعك وتحاولي أن تتناسي من روحه حبا وعطفا وتجعلي منه هدية لجهنم.
وسأبقى قابعا لرسم لهفة اللقاء وروعة هذا الحب الذي لا يتزعزع ولا يمكن لقوى الطبيعة بشتى عواملها أن تحث أو تنزع من هذا البناء والسطور المعتلية لهذا الحب .. نعم اعتلاء سيدتي بصدري آه لأنك بعيدة وأنت بقلبي دائمة الحضور بعيدة بالجسد لكنك أقرب من بسمتي لشفاهي.
لن يموت الحب ولن تقتل البسمة على شفتيك مهما حاولت ضغوطك تحطيم جسدي المفقود بين خلاياك وشعرك ودمعتك و بصدرك الآه مزروعة في صدري بخنجر دق ورمح كثرت مواجعه وحياة قوقعة ركودها جامد وحياتها آنية لرسم اللقاء و لهفة القلب والسقوط الذي تعودت عليه.. أنا من الفشل خلقت ومن الألم جبلت ومن الجراح أدميت وانتهيت ولك ولله البقاء

يا سيدة العطاء

 

تعليق عبر الفيس بوك