روحك بستانٌ وقلبك عاشقُ


د. ريم سليمان الخش | باريس

وإنّا بلا شكٍ جباه خوارقُ
سمونا فنحن الضوء نحنُ الشواهقُ
//
شققنا صدور الخوف عزما وجرأة
فما عاد للأصوات رجفُ ملاصقُ
//
خططنا بحبر الدمّ لوح كرامةٍ
وقد خانه صلبٌ وسيقت مشانقُ
//
وماضرّنا لأيٌّ وللريح نبضها!
تُفتّحُ من دفع الرياحِ الممارقُ!
//
ومن كان من نورٍ مهيبٍ مداده
سينجو إذا مالت عليه الصواعقُ
//
أضئنا هزيع الوقت شمعَ اتّقادنا
يذوبُ لكي تحظى بنورٍ حقائقُ
//
وإنّا على القاموس لفظٌ مؤكدٌ
وخلقٌ جديد الشكل فعلا يُطابقُ !
//
رفضنا جفاف الحبر إثر تصحّرٍ
ففضنا لكي تُسقى المعاني الفوالقُ
//
نقيم على إثراء معجمنا الذي
لكلّ المعاني البكر عشقا يُعانقُ
//
وماطفرةُ الأقلام إلا تصاعدٌ
إذا شُبّعت بالزخم منها الطوابقُ
//
وما ومضة الأفكار إلا تيقنٌ
بأجواء تغييرٍ -مع الودق- بارقُ
//
حقائقُ أنّ الفكرَ يسمو تحررا
ومن جدل الأضداد تربو الطرائقُ
//
ببوتقة الآلام خلقٌ مؤطرٌ
ودفعٌ لدولاب الصعودِ مرافقُ
//
على أنّ مفتاح الرقيّ تجلّدٌ
به تُصهرُ الأوجاع ضوءا تُطابقُ
//
على أنّ ما يُعطي انصهارا ورفعة
مراجلُ في عمق الجراح حوارقُ
//
سيخلقُ هذا الجيل للضوء معجما
إلى كلّ شطْحات السناء يُسابقُ
//
نصوصٌ كما النجم المشع سوامقٌ
وبحرٌ من الإعجاز بالدّر دافقُ
//
برازخ قد ضمّت جناحي حضارة
فصارت بطعم الغرب فيها المشارقُ
//
فصبرا كرام النفس صبرا فإنني
بفجرٍ عظيم الشأن للشرق واثقُ
//
نشيدُ من الفنّ الجميل مدائنا
وتُزهرُ من زخّ الحروف الحدائقُ
//
فلا تبتئس من طول دربٍ وظلمة
وروحك بستانٌ وقلبك عاشقُ
//
ستخرج من أحضان صبرٍ مطوّلٍ
قويا وقد خرّت لضعفٍ شواهقُ
//
فأنت شعاع الضوء معنى وحكمة
وأنت بعون الله للشعر فالقُ
.................
هامش:
استخدمت مبدأ الفيلسوف هيغل بالتطور والذي أؤمن به حتما وهو التطور الحلزوني التصاعدي للأفكار التي تبدأ بمرحلة الأطروحة فنفيها فنفي النفي ...ثم استخدمت #مبدأ تحول الكم الى كيف . واستخدمت حقيقة أن هجرة جيل كامل للغرب سيعود فيما بعد بثماره على الشرق خيرا بعد اندماج الحضارات ببوتقة الإيمان والأصالة.

 

تعليق عبر الفيس بوك