عليّ أنا أكون وحيدا


تامر الهلالي | مصر

ثمة فارق كبير بين أن تكون وحدك
وأن تكون وحيدا
لم أكن يوما وحدي
لدي أب وأم، وأربع أخوة
وأقارب وبعض الأصدقاء
لكنني دائما كنت وحيدا

هنا في مدينتي لا يتركك الناس وحدك
حتى عندما أردت الذهاب إلى أحد الحانات
لأشرب وأتذكر وأنسى
وأنا وحدي
كان الهاتف الخليوي قد اخترع
ولم يكن يمكنني إغلاقة
كي لا تقلق أمي
 
علاوة على ذلك
جاء رجل طاعن في السن إلى طاولتي
وأخذ يسرد قصته
كيف كان هنا و ابتعد لستين عاما
ثم عاد إلى هنا
فوجد نفسه وحيدا
وأخبرني أنه يأتي إلى الحانة
كي لا يكون وحده
منذ ذلك الوقت قررت ألا أذهب للحانات مرة أخرى
وأن أعتاد على كوني لست وحدي
وأن أكون ممتنا لذلك
لكن علي أيضا أن أعتاد على أن أكون
و
ح
ي
د
اً

 

تعليق عبر الفيس بوك