د. محمود الرحبي: تعلم الإنعاش القلبي واجب على الجميع لإنقاد الحالات الطارئة


مسقط - الرؤية
قال الدكتور محمود بن ناصر الرحبي استشاري أول طب الطوارئ ورئيس لجنة الإنعاش القلبي الرئوي بمستشفى النهضة أنّ عملية الإسعاف الأولى هي الأهم قبل التوجه لقسم الطوارئ أو الاتصال بسيارة الإسعاف، مؤكداً على أن الانعاش القلبي الرئوي (CPR) من الوسائل الضرورية في إنقاذ العديد من الحالات الطارئة ومن ضمنها النوبة القلبية أو الغرق التي يُعاني فيها الشخص المصاب من توقف التنفس أو توقف دقات القلب.
وقال الدكتور محمود الرحبي: "يمكننا تلخيص الأهمية الحقيقية للإنعاش القلبي الرئوي في كونه يُمكن أن يُحافظ على مرور الدم المشبع بالأُوكسجين إلى الدماغ وغيره من الأعضاء المهمة إلى أن تتمكن المعالجة الطبية الأكثر تأهيلاً من استعادة نُظم القلب الطبيعية، وذلك لأنّه عند توقف القلب قد يُؤدي انقطاع الدم المشبع بالأُوكسجين إِلى تلف في الدماغ خلال بضع دقائق فقط مما قد يعرض المصاب للوفاة في غضون 10 دقائق، فالأعضاء الحيوية وأهمها المخ لا تستطيع العمل بعد مرور 4 إلى 6 دقائق بدون أكسجين من الرئتين ودم من القلب، وهو ما يؤدى إلى فقد الوعى وتقل نسبة احتمالية عودته للحياة بالإنعاش القلبي الرئوي 7% بعد كل دقيقة تمر في أول 3 دقائق و10% في الدقائق التالية.
وحول أهمية تعلم الإنعاش القلبي الرئوي يقول الرحبي: لا يقتصر الإنعاش القلبي على المحترفين فقط إنّما تعلمه واجب على الجميع على اختلاف أعمارهم وتخصصاتهم الوظيفية، إلى جانب إمكانية تعليمه في المدارس والجامعات والجمعيات الخيرية والأماكن العسكرية والشرطية والهيئات العلاجية المختلفة، حيث يقوم المسعف بوضع يديه فوق منتصف الصدر على عظمة القفص التي يقع وراءها القلب ويضغط 30 مرة متتالية ثم يعطى نفسين في فم المصاب ويعيد الكرة حتى تتوفر سيارة الإسعاف المجهزة بجهاز الصدمات الكهربائية".
ويضيف: "يجب الانتباه إلى أنّ ليس كل فاقد للوعى يحتاج للإنعاش القلبي الرئوي، ولكن قد يكون فاقد الوعي مصابا بانخفاض في السكر أو الضغط المنخفض أو تعرضه لصدمة عصبية أو نفسية أو قلبية أو غيرها من أسباب متعددة، ولذلك يجب المعرفة بدقة أنّ الإنعاش القلبي الرئوي يمكن عمله لمن وجدناه عند الفحص بلا نبض ولا تنفس ويتكون الانعاش القلبي الرئوي من جزئين هما الضغطات الصدرية والتنفس الإنقاذي. وقبل تعلم الإنعاش القلبي الرئوي بالطريقة المثلى لابد أولاً من الانضمام لحضور درس تدريبي معتمد من المراكز المتخصصة في الإسعافات الأولية التي تتضمن الإنعاش القلبي الرئوي وكيفية استعمال مزيل الرجفان القلبي الخارجي التلقائي، أما في حالة إذا لم يكن الشخص مؤهلاً تأهيلاً جيدا وحدثت أمامه حالة طارئة فعليه المبادرة فوراً بالاتصال برقم الطوارئ المخصص فمن الممكن أن يقوم مُرسل الإسعاف بتزويد الشخص بمعلومات عن الإجراءات الصحيحة للإنعاش لحين وصول المساعدة.
وفيما يتعلق بالخطوات الأساسية للإنعاش القلبي الرئوي والتي تعد كمعايير ثابتة ومعتمدة من قبل جمعية القلب الأمريكية والمؤسسات الصحية يقول الدكتور محمود: "قبل بدء إجراء الإنعاش القلبي الرئوي يجب على المسعف التأكد من بعض الخطوات الرئيسية ومنها أن تكون البيئة سليمة للشخص المُصاب، والتأكد من حالة المصاب إن كان فاقداً للوعي أم واعياً، وإذا كان الشخص المصاب يبدو فاقداً للوعي يقوم المسعف بالتربيت على الكتف أو هز الكتف ثُمَّ سؤال المصاب "هل أنت على ما يُرام؟ أمّا في حال عدم إجابة المصاب وكان هنالك شخصان متواجدان قربه فليقم أحدهما بالاتصال برقم الطوارئ المخصص فيما يبدأ الآخر بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي. أما إِذا كان المسعف بمفرده ويُمكنه الوصول إلى الهاتف فعليه الإسراع بالاتصال قبل بدء الإنعاش القلبي الرئوي، إلا إِذا كان يعتقد أن سبب عدم تجاوب الشخص إصابته بالاختناق (كأن يكون نتيجة الغرق). ففي مثل هذه الحالة الخاصة يبدأ بالإنعاش القلبي الرئوي لدقيقة واحدة ثُمَّ يتصل برقم الطوارئ، وفي حال توفر مزيل الرجفان القلبي الخارجي التلقائي على الفور يقوم المسعف باستعماله لتوجيه صدمة واحدة إِذا كانت تعليمات الجهاز تنص بذلك، ثُمَّ البدء بالإنعاش القلبي الرئوي.
وفيما يتعلق بالدورات الموجهة للأشخاص من ذوي التخصصات الطبية والتمريضية والاسعافية يقول الدكتور محمود الرحبي: "صممت دورة متخصصة لدعم الحياة الأساسية (BLS) أو ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية (Basic Life Support)، والتي تعد واحدة من أهم الدورات التي توجه للأفراد المعنيين بتقديم الرعاية الصحية الذين يحتاجون إلى معرفة كيفية تنفيذ الإنعاش القلبي الرئوي وكذلك مهارات إنقاذ الحياة في مختلف الأماكن في المستشفيات وخارجها كالكوادر الطبية المؤهلة في أقسام الطوارئ، ورجال الإطفاء، ومنقذو السباحة، وضباط الشرطة، وسائقي سيارات الإسعاف، وأفراد الأمن، حيث تركز دورة دعم الحياة الأساسية على العديد من المواضيع التي تتعلق بالإنعاش القلبي الرئوي للكبار والأطفال والرضع، وهي تقوم في الأساس على تقديم مقاطع مرئية وشرح مدربين لتدريب كل شخص على حدة أو لتدريب فريق دعم حياة متكامل بحيث تدربهم على سرعة الاستجابة للعديد من حالات الطوارئ التي تهدد الحياة، والضغط على الصدر باحترافية وتقديم التنفس الصناعي المناسب والتدخل السريع عند استخدام مزيل الرجفان الخارجي الآلي (AED) إلى جانب تعلم الاختلافات بين تقنيات الإسعاف للكبار والأطفال والرضع من حيث تقنيات قناع الأوكسجين، والتنفس الصناعي الإسعافي، وعلاج الاختناق للكبار والأطفال والرضع.

 

تعليق عبر الفيس بوك