أوراق عمل تستعرض تاريخ وتراث البريمي في معرض الكتاب

...
...
...

 

 

مسقط - الرؤية

أُقِيم على هامش فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب ندوة مُتخصِّصة؛ تحدَّثت عن محافظة البريمي عبر التاريخ، والتي جاءت في سياق الفعاليات التي تنظمها محافظة البريمي بصفتها ضيف شرف المعرض في نسخته الحالية، وشهدتْ الندوة حضورا لافتا من المهتمين في هذا المجال.

وسعت أوراق الندوة إلى تسليط الضوء على التاريخ الزاخر للمحافظة؛ ففي الورقة الأولى تحدثت عائشة بنت حمد بن سعيد الدرمكية الأستاذة المساعدة بالجامعة العربية المفتوحة عن الحكاية في محافظة البريمي بين الرمزية والخطاب؛ حيث إن الحكايات الشعبية بوصفها نصا أدبيا تخبرنا عن إمكانات خطابية، ذات أبعاد نفسية واجتماعية وأيديولوجية تُسهم في طرح القضايا الكبرى، بوصفها إبداعا أدبيا شعبيا، وفلسفة عميقة، تنم عمَّا يُطلق عليه رولان بارت بـ"التعاضد التأويلي" للزمن. وعليه، فإن الورقة قدمت محاولة جادة في إبراز تلك الرموز التي تتأسس عليها الحكايات الشعبية في محافظة البريمي من خلال بعض النصوص المروية، اعتمادا على تلك الخطابات التأويلية للحياة بأبعادها المختلفة.

أمَّا الدكتور محمد بن حمد بن سليمان الشعيلي الأستاذ المساعد بالجامعة العربية المفتوحة بالسلطنة؛ فقد تحدَّث في ورقته عن البريمي في ذاكرة التاريخ العماني؛ حيث ركزت الورقة على التاريخ السياسي لمدينة البريمي عبر الفترات الزمنية في التاريخ العماني، وعبر الدول التي حكمت عمان في تاريخها الطويل، حيث سلطت الورقة الضوء على الكثير من الأحداث المتعلقة بالمدينة، والتي ترتبت عليها الكثير من الآثار والنتائج في تاريخ عمان، وكذلك أهمية المدينة في كتابة تاريخ وحضارة سلطنة عمان، والدور المؤثر الذي قامت به منذ فترة ما قبل الإسلام، مرورا بالعصور الإسلامية، وانتقالا إلى العصور الحديثة، وأهم المعالم الأثرية والتاريخية للمدينة.

بينما ركزت ورقة العمل التي قدمها الدكتور محمد بن هلال الكندي الأستاذ المحاضر بالجامعة الألمانية للعلوم والتكنولوجيا على المعطيات الجيولوجية بمحافظة البريمي، على أصناف متباينة من التكوينات الصخرية والتقسيمات الجغرافية بالمحافظة، وهذا التباين ساعد في تقسيم التكوينات الصخرية ذات الإرث الجيولوجي والتاريخي الزاخر، والذي جعل هذه الناحية من عمان واحة خضراء، وأكد أن محافظة البريمي بها أقدم هذه الأنواع من الصخور بالقشرة المحيطية، التي اعتلت الجزء الشمالي من أرض عمان في نهاية العصر الطباشيري، وأشار في ورقته إلى أن الصخور المحيطية في المحافظة تنقسم إلى نوعين، وأشار إلى مجموعة صخور السميني، نسبة إلى جبل السميني في ولاية محضة، وصخور الأفيولايت النارية، التي تغطي الجزء الشمالي الغربـي من المحافظة، وأضاف في ورقته أن النوع الثاني من الصخور هو صخور القشرة الأرضية التي تمثلها الصخور الكربونية البحرية في الناحية الغربية من المحافظة، كما هي الحال في جبل حفيت وجبل الروضة وجبل القطار والجزء الغربـي من جبل السميني، واختتم ورقته بتأكيده على تميز محافظة البريمي عموما بتضاريسها الجبلية شمالا، وسهولها الصحراوية وكثبانها الرملية جنوبا.

أما الدكتور ناصر بن سعيد الجهوري الأستاذ المشارك بقسم الآثار بجامعة السلطان قابوس، فقد قدم ورقة عن التراث الأثري بمحافظة البريمي، استعرض فيها تاريخ وأنماط الاستيطان في المحافظة عبر العصور، ابتداء من العصر الحجري، مرورا بالعصر البرونزي، والعصر الحديدي، وفترات ما قبل الإسلام، والفترات الإسلامية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، كما تحدث عن تاريخ البحث الأثري بالمحافظة، منذ السبعينات من القرن العشرين وحتى الآن، واستعرض المكتشفات الأثرية بشكل زمني متسلسل بدءا بالعصر الحجري ووصولا إلى الفترات الإسلامية، وأشار إلى دور محافظة البريمي في عملية التواصل الحضاري، سواء على المستوى المحلي من خلال التواصل التجاري والثقافي مع المجتمعات الأخرى في شبه الجزيرة العربية، واختتم ورقته بتسليط الضوء على بعض من مهددات التراث الأثري بالمحافظة، ومقترحات حول آلية الحفاظ على هذا التراث في المستقبل.

تعليق عبر الفيس بوك