حرب الوكلاء تشعل أروقة "اتحاد القدم"

...
...
...

 

الرؤية - وليد الخفيف  

في مشهد مشابه للفترة التي أعقبت استقالة الإسباني لوبيز كارو مدرب منتخبنا الوطني السابق، وسبقت التعاقد مع الهولندي بيم فيربيك، اشتعلت حرب الوكلاء (السماسرة) مجددا في أروقة اتحاد كرة القدم، فالكل يعرض بضاعته على مجلس الإدارة الذي بات عليه الإعلان عن اسم المدرب الجديد في أقرب فرصة من أجل الاستعداد للتصفيات الآسيوية المزدوجة لنهائيات آمم آسيا القادمة، ومونديال قطر 2022.

وفتح رحيل فيربيك المفاجئ الباب على مصراعيه أمام السماسرة من كل دول العالم، غير أن معظمهم لا يمتلك النفوذ أو القرب من صاحب القرار، ويبدو أن بعض الوكلاء لديهم القدرة في الاقناع.

ويرى المراقبون أن قوة بعض الوكلاء ستؤدي الى إقناع المجلس بالمدرب الجديد الذي سيتولى قيادة منتخبنا الوطني.

ولم يعلن اتحاد كرة القدم عن الهدف المتفق عليه مع فيربيك حين التعاقد معه فلم يجد صعوبة في التأهل لأمم آسيا من المرحلة الثانية، وبات على الاتحاد الكشف عن الهدف مع المدرب الجديد حتى يتسنى للجميع تقييم مرحلته بدقة وشفافية.

ونفى اتحاد كرة القدم الاتصال مع مدرب المنتخب العراقي السابق حكيم شاكر موضحين أن أسماء عدة معروضه على مجلس الإدارة الذي سيختار اسم المدرب قريبا.

ويرى المحللون أنّ اللجنة الفنية هي المعنية باختيار الأجهزة الفنية لكل المنتخبات الوطنية وليست لجنة شؤون المنتخبات، كما هو معمول به، وذلك باتباع معايير وشروط واضحة، وأنّ دور مجلس الإدارة يتضمن وضع الهدف العام وتحديد حجم الميزانية المرصودة لاتمام التعاقد، قبل أن تقوم اللجنة الفنية التي يترأسها المدير الفني للاتحاد، الذي تم التعاقد معه مؤخرا، في اتخاذ الإجراءات والتدابير لاختيار المدير الفني الأنسب للمنتخب عبر معايير فنية.

وأكد المحللون أنّ اختيار المدرب الناجح القادر على تحقيق طموحات وتطلعات الجماهير يبدو مرهونا بنجاح ملفات أخرى مثل المسابقات التي تعانى الوهن، والمضي قدمًا على محور مواز عبر تبني مشروع طموح لتطوير مخرجات المراحل السنية والعمل على تهيئة الأوضاع في الأندية التي تعاني من عثرات مالية طاحنة.

وشدد المحللون على أنّ نجاح المنتخب في تحقيق حلم بلوغ مونديال قطر متاح تحقيقه حال التخطيط الجيد للمرحلة، لافتين إلى أنّ تحقيق الهدف ليس مرهونا بالتعاقد مع مدرب يحمل اسم كبيرا براتب خيالي، بل باختيار مدرب قادر على العمل مع الواقع الرياضي العماني، ويمتلك القدرة على تطويع الأدوات المتاحة لتحقيق الهدف دون التعلل بمبررات سئم الوسط الرياضي من سماعها طوال خمسة عشر عاما.

ولم يأت الإيطالي زاكيروني على سبيل المثال بجديد مع المنتخب الإماراتي رغم اسمه الكبير وخبرته الواسعة، الأمر الذي يؤكد أن الاسم وحده لا يكفي، فرؤى المحللون تميل نحو الحاجة للتعاقد مع مدرب يحمل الخبرة الآسيوية مع حاجة أكبر لصنع مجد شخصي له من بوابة الأحمر العماني.

وبات تحليل المرحلة السابقة أمراً ضروريا لرسم خارطة الطريق الجديدة، فبناء عليها سيتم تصحيح المسار، ولعل الخلط بين أدوار ومهام لجنة شؤون المنتخبات واللجنة الفنية أبرز ملامح الفترات السابقة.

ومن المفترض أن يقتصر دور اللجان العاملة في الاتحادات على التوصية فقط وأنّ القرار حق من حقوق مجلس الإدارة بحسب ما أفاد المختصون بالشأن الإداري، مرددين قاعدة إدارية مفادها أنّ اللجان توصي ولا تقرر غير أنّ المعمول به كان أقرب بالقررات النافذة من قبل لجنة شؤون المنتخبات، لاسيما خلال فترة التعاقد مع مدربين لمنتخبات المراحل السنية، فلم تعرض اللجنة على المجلس خيارات متعددة مع تحديد مميزات كل اسم على حدة، بل رفعت كشفا به الأسماء المختارة من أجل اعتمادها، الأمر الذي يتعين تغييره بحسب رؤية المحللين خلال التعاقد مع مدرب جديد للمنتخب الأول.

تعليق عبر الفيس بوك