نصَّـــــان



تامر الهلالي | مصر
(1)
أكتبك
 لأخلي أحشاء الضوء
من حفائر الأيام في لغتي
لأذيب صخور العتمة
التي تجعل الأزهار لا يأتيها حبيبها الندى

لأن نبع الحياة اختنق
من جثوم كثبان الألم على احتمالات مائه
أكتبك
لأرحل من أزمنة الانقراض
لأهرب من سلاطين الدخان
لأقنع أرضي أنها ليست هزيلة
و أنها لازالت قادرة
 على احتضان أجنة من مطر و سنابل

أنا المنسي هنا
المندس مذعورا خلف أوراقه
المتكوم خلف ألم رباعي الأبعاد
المحشور في زوايا حضارة الرقم و الإلكترون و الرصاص
المتفتت في إسفلت المدينة
المسجون ظلما مع الثائرين رغم إني لم أثر
انا الذي لاينادى عليه من أحبة منهمكين في متاعب الحياة
أكتبك لأخلق لحم حضن
يأكل همي الطاعن في العمر
و يشرب معي نبيذي الرخيص
و يكتب معي قصائدي المكررة
ثم نرقص فرحا
كأننا لأول مرة نعرف اللغة و الكلام

(2)
وردة الحلم
التي تزرعها في أمواج الليل الكثيفة
لن تتحول إلى بوصلة
تشير إلى المواطن التي ينقض منها الألم
على فضاءاتك الهشة
التي تدعي البراءة

أنت تعبت من القتال عاريا من أي أتباع
كذبت معجزاتك
و تهاوت آيات كتبك
فلا تختبيء خلف الورد و القصائد
 أعلن هزيمتك النهائية أولا
لتصير هزيمة شريفة
ثم اكتب ما يمليه عليك البحر

الشعر ليس مانيفستو ثورتك التي ضلت
والوردة لن تحمل دروعك الصدئة
لديك بعض الذكريات الجميلة كمحارب صلب
يحارب موجات المد دون خوف
من هناك تستطيع أن تبدأ
هناك عليك غرس وردتك الأخيرة
لحالم لم تنهكه بعد رحى المعارك
لشاعر آخر لديه صدر مفعم بالثورة
و الكثير من الصفحات البيضاء
التي لم يجعد سطورها
غدر الريح
و عصف الحسابات الخاطئة.

 

تعليق عبر الفيس بوك