أكد أن الدقم وجوادر محورا التقاء وتواصل اقتصادي منشود بين البلدين

وزير خارجية باكستان لـ"الرؤية": جلالة السلطان أرسى دعائم نهضة يُحتذى بها.. وزياراتي لعُمان "مثمرة للغاية"

...
...
...
...
...
...

 

◄ باكستان حريصة على توطيد علاقات التعاون مع السلطنة

◄ آفاق واعدة للتعاون بين البلدين.. ونأمل تحقيق تكامل اقتصادي

 

الرؤية - حاتم الطائي - نجلاء عبدالعال

أشادَ مَعَالي مخدوم شاه محمود قرشي وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية، بمواقف حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ونهج السلام الذي اختطَّه جلالته لتعزيز علاقات عُمان مع العالم بأسره، مُثنيا على المسار غير المسبوق للنهضة العُمانية المباركة، وما تحقق من منجزات خلال العقود الأخيرة بالسلطنة.

وقال معاليه -في حوار خاص مع "الرؤية" خلال زيارته للسلطنة- إنَّ الفترة المقبلة ستشهد المزيد من توطيد العلاقات بين السلطنة وباكستان على الأصعدة كافة؛ وذلك مع تنامي رغبة عُمان وباكستان بتطوير علاقات التعاون المشترك، لافتا إلى أن كلًّا من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وميناء جوادر الباكستاني، يُمكن أن يُشكِّلا معًا محوريْ التقاء وتكامل في الأنشطة الاقتصادية بين البلدين. وأضاف معاليه: إن العلاقات بين السلطنة وباكستان عميقة، وتعكس تاريخا مشتركا، يربط الشعبين الصديقين على المستويات الثقافية والحضارية والتجارية، مؤكدا أن بلاده حريصة على توطيد العلاقات بصورة متزايدة. وأثنى قرشي على مواقف جلالة السلطان المعظم -أيده الله- وما حققته مسيرة النهضة المباركة من نقلة نوعية في القطاعات كافة.

وأكد معاليه أنَّ زيارته للسلطنة -التي اختتمها مساء الخميس الماضي- كانت زيارة مُثمِرة للغاية؛ حيث عقد معاليه العديد من اللقاءات والاجتماعات التي تصبُّ في توثيق العلاقات بين البلدين على جميع المستويات. وقال: كان لي شرف اللقاء مع صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، ونقلت خلال اللقاء تحيات فخامة الرئيس الدكتور عارف الرحمن علوي رئيس جمهورية باكستان الإسلامية إلى جلالة السلطان، وتمنياته الطيبة لجلالته، وللحكومة بدوام التوفيق، وللشعب العُماني المزيد من التقدم والنماء، كما التقيت معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، والتقيت معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، الذي تفضل مشكورا برئاسة الجانب العُماني خلال اجتماع اللجنة العُمانية-الباكستانية المشتركة السابع، والذي كان اجتماعا متميزا ومثمرا على مدى يومين. وأضاف معالي وزير خارجية باكستان أنه من المقرر أن يُعقد الاجتماع الثامن للجنة المشتركة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، مشيرا إلى أنَّ اجتماع مسقط شهد التوافق على ضرورة أن تكون اللجنة المشتركة أكثر فاعلية على جميع المستويات، وأن البلدين سيعملان على تفعيل ذلك خلال الأيام المقبلة. ومضى قائلا: هناك تطلعات كبيرة من قبل الشعبين العماني والباكستاني لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين في المستقبل.

وبيَّن أنَّه خلال زيارته للسلطنة تم توقيع مذكرتيْ تفاهم، وأنه سيتم توقيع مذكرتي تفاهم أخريين أيضا خلال زيارة رئيس لجنة الأركان المشتركة اللواء زبير محمود حياة إلى مسقط، خلال هذا الأسبوع، وتتعلق مذكرات التفاهم بتسهيل حركة العمالة ومجالات التعاون الأخرى. وشدد معاليه على أنَّ آفاق التعاون بين البلدين الصديقين "واعدة للغاية" على مستوى الاقتصادي، خاصة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي توفِّر العديد من الفرص الاقتصادية، مشيرا إلى أن هناك إمكانية كبيرة للتعاون بين الدقم وبين ميناء جوادر في باكستان، لتحقيق تطلعات الطرفين؛ حيث يمكن أن يمثلا نقاط التقاء وتكامل حيوي على الصعيد الاقتصادي، علاوة على الطموحات الكبيرة لتعزيز التعاون المشترك في الجوانب الزراعية والصناعية والأمنية... وغيرها.

واعتبر قرشي أنَّ حجم التجارة بين البلدين لا تعكس العلاقات الحضارية والتاريخية الضاربة في عُمق التاريخ، لكنه أكد العمل على تطويرها من خلال مواصلة المناقشات واللقاءات، لافتا إلى أنَّ اجتماع اللجنة العُمانية-الباكستانية المشتركة ركَّز على كيفية تعزيز وزيادة حجم التجارة والتعاون الاقتصادي... وغيرها من المجالات، والأمر ليس محصورا فقط عند توقيع مذكرات تفاهم، لكن أيضا ضمان تفعيل هذه المذكرات وتحويلها إلى عمل على الأرض.

وأشار مقرشي إلى أنَّ الطلب على الطاقة في باكستان يشهد نموًّا كبيرًّا؛ حيث تضاعف حجم الطلب على الطاقة عدة مرات خلال السنوات الأخيرة؛ فمع وصول عدد السكان إلى أكثر من 210 ملايين نسمة، يتعيَّن على الحكومة الباكستانية أن تسعى لتنويع مصادرها من الطاقة. وقال إنَّ باكستان وضعت خطة ما يعرف بـ"مزيج الطاقة الباكستاني"؛ بحيث يتم الاعتماد على عدة مصادر للطاقة؛ منها: الطاقة الكهرومائية عبر السدود، والطاقة الشمسية والغاز... وغيرها، علاوة على الاستمرار في استخدام وإنشاء المزيد من محطات توليد الطاقة النووية السلمية، والتي تتمتع بأعلى معدلات الأمان عالميًّا.

تعليق عبر الفيس بوك